الفوائد والمخاطر المرتبطة بشرب القهوة
تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود فوائد صحية متنوعة للقهوة، رغم وجود دراسات مبكرة ربطت القهوة بمخاطر صحية بسبب عوامل تشويش كالتدخين بين المشاركين في تلك الدراسات.
وبحسب فرانك هو، رئيس قسم التغذية في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، فإن الأدلة تشير إلى أن فوائد القهوة الصحية تفوق أضرارها، ويمكن بشكل عام دمج الاستهلاك المعتدل منها في نظام غذائي صحي للغالبية من الناس.
يرتبط شرب القهوة باعتدال، أي نحو 2-5 أكواب يوميًا، بانخفاض احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إضافة إلى تقليل مخاطر أمراض القلب وسرطان الكبد وسرطان بطانة الرحم ومرض باركنسون والاكتئاب، وربما تقليل مخاطر الوفاة المبكرة.
ربطت أبحاث سابقة القهوة بمشكلات صحية مثل أمراض القلب والربو، مع ملاحظة أن جزءًا من هذه النتائج يعود إلى وجود مدخنين بين المشاركين، ما يجعل من الصعب عزل تأثير القهوة وحده عن تأثير التدخين.
يؤكد الخبراء أن أي شيء يُستهلك بكثرة قد يخضع للتدقيق في آثاره الصحية، وينبغي الحذر خصوصًا لدى فئات معينة؛ فليس لدينا معلومات كافية عن آثار القهوة على الأطفال، وقد تكون الكافيين ضارة خلال الحمل، كما أن الإفراط في الكافيين قد يثير القلق لدى من يعانون من اضطرابات القلق أو نوبات الهلع.
ولتقليل المخاطر وتحسين الفوائد، يوصى بتحضير القهوة باستخدام مرشح ورقي، فالقهوة غير المفلترة ترتبط بمخاطر أعلى للوفيات المبكرة وربما تحتوي على مركبات ترفع مستويات الكوليسترول الضار LDL، كما يُنصح بتقليل الإفراط في إضافة الكريمة أو السكر.
وأشار الدكتور كريم جمال، أخصائي التغذية، إلى أن الدراسات حول القهوة والشاي صحيحة في جوهرها رغم اختلافها، فلكل شيء فوائد وأضرار وتتفاوت النتائج حسب طريقة الاستخدام والوقت. ويشير إلى أن القهوة والشاي يحتويان على مركبات فيتوكيميكال تدعم صحة القلب وتقلل خطر السكتة الدماغية وتنظيم الجهاز الهضمي، إلا أن الإفراط فيها أو شربها على معدة فارغة قد يحول الفوائد إلى أضرار. كما أن الكافيين يعمل كمنشط يساعد على التركيز، ولكن الإفراط قد يؤدي إلى الاعتماد لدى بعض الأشخاص، خاصةً من يعانون من اضطرابات القلق.
