أصدرت اللجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ الأمريكي تقريرًا يزعم أن قيادة ناسا تبقي خطط الوكالة سرية بلا سجلات مكتوبة وتغلق قنوات التواصل المفتوحة، كما أصدر مُبلّغو ناسا تحذيرًا خطيرًا من احتمال وفاة رائد فضاء نتيجة تغييرات صادمة داخل الوكالة.
خلفيات الاتهامات وتداعياتها
وبحسب تقارير، كان المُبلّغون يعتقدون أن رواد الفضاء المستقبليين مهددون بسبب التخفيضات الكبيرة في الميزانية التي اقترحتها إدارة ترامب، إلى جانب ثقافة الخوف المفترضة التي تمنع العاملين من الإبلاغ عن مشاكل السلامة.
وحذر أحد الأشخاص الذين تحدثوا إلى اللجنة من أن الوضع قد يؤدي قريبًا إلى وفاة رائد فضاء بسبب تجاهل مشكلات السلامة في الرحلات المستقبلية.
وتوجه اللجنة اللوم بشكل محدد إلى البيت الأبيض في عهد ترامب ومكتب الإدارة والميزانية (OMB)، بقيادة المدير راسل فوت، باعتبارهم يقودون مخاطر السلامة من خلال فرض تخفيضات ميزانية غير معتمدة على ناسا هذا العام بشكل غير قانوني.
وتضمنت التخفيضات المقترحة تخفيض ميزانية ناسا من 24.8 مليار دولار إلى 18.8 مليار دولار لعام 2026، وهو انخفاض إجمالي قدره 24%. كما ركز اقتراح مايو الماضي على خفض المشاريع العلمية بنسبة 33% وخفض 47% من مشاريع ناسا، إضافة إلى تسريح نحو 32% من القوى العاملة في الوكالة.
وأبلغ موظفو ناسا القيادة بأنهم أُمروا باتباع ميزانية 2026 غير المعتمدة فقط، وأنه “إذا لم يكن الأمر مدرجًا في ميزانية 2026، فلن يُحتسب”، وهو ما دفعهم لتقديم شكاوى لأنهم رأوا أن تغييرات السياسة تخالف قواعد ناسا وتعرّض مهمتها للخطر.
وأضاف المبلّغون أنهم تحدثوا علنًا لحماية مستقبل ناسا، مع تعبيرهم عن الحزن لفقدان المواهب الشابة ومخاوفهم من انهيار سلامة الوكالة وابتكارها إذا لم تتخذ إجراءات، حيث قال أحد الشهود: “أرى مشاكل تتعلق بالسلامة تحيط بنا طوال الوقت”.
وقال موظف آخر في ناسا إنهم “قلقون للغاية من أننا سنشهد وفاة رائد فضاء خلال بضع سنوات”، كما أشارت اللجنة إلى أن الدستور الأميركي واضح في أن السلطة التنفيذية لا يجوز لها فرض ميزانية مطروحة من الرئيس دون موافقة الكونغرس. وقال أحد المبلغين: “ينبغي أن يكون المكتب القانوني لناسا على وعي أكبر”، وتجنب موظفو ناسا الخوض في التفاصيل خوفًا من الانتقام لإثارة مخاوف تتعلق بالسلامة.
