ما هو الحول؟
يحدث الحول عندما لا تتحرك العينان معًا في اتجاه واحد، فتنحرف إحداهما نحو الداخل باتجاه الأنف أو للخارج بعيدًا عن المحور الطبيعي، بينما تبقى العين الأخرى ثابتة على الهدف.
أعراض الحول وخطورته
قد يظهر الحول أحيانًا عند الرضع بشكل مؤقت عند التعب، لكنه غالبًا يزول مع بلوغ الطفل ثلاثة أشهر. أما إذا استمر لفترة طويلة فقد يتطور إلى ما يُعرف بالغمش أو الكسل البصري، حيث يبدأ الدماغ في تجاهل الإشارات من العين الأضعف، وهذا يؤثر في الرؤية وإدراك العمق.
الأسباب والمتى يصبح الأمر قلقًا
يكون الحول أحيانًا انعكاسًا لمشكلات صحية أخرى مثل إصابات الدماغ، اعتلال الشبكية لدى الخدج، أو اضطرابات عصبية مثل الشلل الدماغي، لذا تعتبر المتابعة الطبية المبكرة ضرورية لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب.
أعراض يجب الانتباه لها
يرصد الأهل علامات واضحة عند مراقبة حركة العينين، منها وجود انحراف ظاهر أو دخول إحدى العينين بشكل غير متناسق، وحركات غير متزامنة أثناء متابعة الأشياء، ورؤية مزدوجة أو صعوبة في التركيز، والاعتماد على عين واحدة مع فقدان إدراك العمق. إذا ظهرت هذه الأعراض بشكل متكرر، فتلزم فحصًا سريعًا لتجنب المضاعفات المرتبطة بالمدى الطويل.
كيف يتم التشخيص؟
يقوم طبيب العيون بإجراء فحوص لتحديد وجود الحول ونوعه وخطة العلاج المناسبة، منها قياس حدة البصر لمعرفة مدى وضوح الرؤية وتأثر العين، وفحص الشبكية للتأكد من سلامة الجزء الداخلي للعين، والتقييم العصبي في حال الاشتباه بخلل في الأعصاب أو الدماغ. تساهم هذه الفحوص في تحديد النوع وخطة العلاج بشكل دقيق.
العلاجات المتاحة
يعد العلاج المبكر أساسياً لتجنب فقدان الرؤية الدائم، ويتضمن خيارات مثل النظارات والتمارين البصرية لتقوية عضلات العين وتحسين المحاذاة، إضافة إلى الرقعة الطبية التي تغطي العين السليمة لفترة محدودة لتحفيز العين الضعيفة على العمل. في بعض الحالات يعَد استخدام القطرات أو النظارات الخاصة كبديل للرقعة، وتستخدم الجراحة في حالات معينة لضبط عضلات العين بدقة، مع وجود تقنيات حديثة مثل الغرز القابلة للتعديل التي تسمح بضبط المحاذاة بعد العملية مباشرة. كما قد يلعب العلاج الدوائي دوراً في تقليل قوة العضلات المشدودة مؤقتاً للسماح للعين الأضعف باستعادة التوازن.
متى تستدعي استشارة الطبيب؟
استشر الطبيب إذا تجاوز عمر الطفل ثلاثة أشهر وما زال هناك انحراف في العينين، أو إذا لاحظ الأهالي ميل الرأس باستمرار أو إغلاق عين واحدة أثناء التركيز، فهذه إشارات تدل على الحاجة إلى متابعة طبيب العيون. فالعلاج المبكر يحقق أفضل النتائج ويمنع تطور المشكلة إلى فقدان بصري دائم.
