شهدت الأونة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا لنادي ليفربول بعد البداية القوية التي بدأ بها الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
لماذا لم ينسجم الوافدون الجدد حتى الآن؟
من بين الإنفاق الكبير هذا الصيف الذي بلغ 446 مليون جنيه إسترليني وتعدد التعاقدات، يظل سؤال واحد محوريًا: كم لاعبًا أثبت جدارته بالفعل؟ الجواب يقول إن هوجو إكيتكي هو الهداف الأول الذي قدم أداءً ثابتًا، وإن كان مساره تخلله بطاقة حمراء ضد ساوثهامبتون وإصابة جديدة في إسطنبول.
أما ألكسندر إيزاك فقد بدا بعيدًا عن الجاهزية البدنية، إذ لمس الكرة أربع مرات فقط كبديل أمام جالاتا سراي؛ وهذا كان متوقعًا نظرًا لغيابه الطويل عن المباريات والإعداد قبل الانتقال، لكن طريق عودته إلى القمة يبدو أطول من المتوقع.
أما الظهيران الجديدان جيريمي فريمبونج وميلوس كيركيز فظهرا بمستويات متذبذبة، في حين لم يصل فلوريان فيرتز (116 مليون جنيه) إلى المستويات الرائعة التي قدمها مع باير ليفركوزن والمنتخب الألماني خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أنه صنع 21 فرصة في جميع المسابقات، وهو الأعلى لأي لاعب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، ولكنه يفتقد اللمسة الحاسمة.
يظل الصبر مطلوبًا، وتظل فكرة انسجام هذه الأسماء معًا مرهونة، خصوصًا مع ازدحام جدول المباريات وتواجه الفريق تشيلسي في ستامفورد بريدج مساء السبت، ما يمنح أرني سلوت وقتًا ضيقًا لنقل أفكاره بسبب قلة الحصص التدريبية الفعلية.
هل أفسد فيرتز توازن الفريق؟
نعم، فلوريان فيرتز لاعب رائع ووصفه سلوت بأنه “فنان بلمسة قاسية”، وظهر ذلك منذ وصوله إلى ليفربول، لكن حين تكون قيمتك 116 مليون جنيه فالمسات لا تكفي والضغوط تتضاعف.
الجماهير سخرت منه مؤخرًا بلقب “007” (صفر أهداف، صفر تمريرات حاسمة، سبع مباريات)، فيما طالب جيمي كاراجر باستبعاده من مواجهة تشيلسي.
القلق الأكبر ينصرف إلى أن الوسط ككل يبدو أضعف بوجوده، فغرافنبرخ وسوبوسلاي كانا من أفضل لاعبي ليفربول هذا الموسم، لكن التكتيك لا يعمل كوحدة واحدة.
أليكسيس ماك أليستر وهو أحد أكثر لاعبي الموسم الماضي ثباتًا، تراجع أداؤه بشكل حاد ربما بسبب إصابة مزمنة منذ مارس، بينما اضطر سوبوسلاي للعب في مركز جديد كظهير أيمن لتعويض الغيابات، وهو ما أثر على دواره الهجومية.
كان فيرتز قلب الإعداد في فترة التحضير، لكنه الآن يرى المباريات تمر أمامه، كما أن صلاح لم يستعد كامل قدراته الإبداعية ليكمل حلقة الانسجام.
هل رأس كوناتي في مدريد؟
في الناحية الدفاعية، تصاعدت المخاوف إذ خرج الفريق بشباك نظيفة في مباراتين فقط هذا الموسم مقارنة بست مباريات في نفس المرحلة من العام الماضي، كما يمنح الخصوم فرصًا كثيرة بسهولة، وألكس أليسون قدم أسبوعًا مذهلاً لإنقاذ دفاعه لكنه الآن مصاب ولن يكون جاهزًا لمواجهة تشيلسي.
إبراهيما كوناتي هو المسؤول الأول عن هذا التراجع وإن لم يكن الوحيد، إذ رد المدافع الفرنسي على الانتقادات عبر الإنترنت رغم أن بعض الآراء كانت مبالغ فيها، كما أن بعض المنشورات أشارت إلى اهتمام ريال مدريد بضمه مجانًا بنهاية عقده، وهو ما تجاهله كوناتي ويستمر في التفاوض على عقد جديد.
هذا ما يجعل الجماهير تشعر بالقلق من احتمال الرحيل، خاصة وأن مستقبله لا يزال غامضًا، وربما يحصل جو جوميز على فرصة في التشكيل إذا استمر التراجع، بينما ارتكب كيركيز بعض الأخطاء، كما شهد مستوى فيرجيل فان دايك انخفاضًا طفيفًا.
الكرات الثابتة تمثل مشكلة أيضًا، حيث استقبل الفريق أربعة أهداف منها، ولا يتفوق عليه في هذا الجانب سوى وست هام، فيما لجأت فرق أخرى للرمَيات الجانبية الطويلة لإرباك دفاع ليفربول.
وعند المقارنة مع آرسنال و”المرشد الأسطوري” للكرات الثابتة نيكولاس جوفر يظهر الفارق بوضوح: فبينما فاز آرسنال على نيوكاسل بهدفين من مخططات جوفر، خسر ليفربول أمام كريستال بالاس بهدفين من كرات ثابتة.
هل نتفقد ألكسندر-أرنولد؟
تظل عودة ترينت ألكسندر-أرنولد مفقودة، فغيابه غيّر توازن الفريق وإبداعه غير التقليدي الذي اعتدنا عليه أكثر مما ينبغي.
مع وجود ظهيرين أكثر تقليدية مثل فريمبونج وبرادلي وكيركيز، تبدو طرق بناء الهجمات مختلفة، وهناك من يرى أن صلاح تراجع دون وجود صديقه المقرّب ألكسندر-أرنولد، كما أن لويس دياز يغيب عن عدة مباريات ويعاني كودي جاكبو من عدم الثبات، ما يقلل العمق في الأجنحة، ولا يبدو أن سلوت يثق في فيدريكو كييزا، بينما تظل موهبة صاعدة اسمها ريو نجومها في سن 17 عامًا لكنها ليست لاعبًا يمكن الاعتماد عليه بعد.
يظل القلق قائمًا من تأثير غياب أرنولد على الإبداع والتوازن الهجومي، خاصة مع اقتراب كأس الأمم الإفريقية مطلع العام المقبل الذي سيجبر الفريق على تعويض غيابه لعدة مباريات ويزيد من الضغط على بقية اللاعبين في تشكيلة سلوت.



