يُعَدّ الخرف من أكثر الأمراض تعقيداً وغموضاً في العصر الحديث، فهو لا يقتصر فقط على فقدان الذاكرة بل يظهر في أشكال كثيرة وغير متوقعة، والتعرف على العلامات المبكرة يساعد في التشخيص المبكر ويُسهّل بدء العلاج والتعامل مع المرض وتخفيف حدته.
الخرف الجبهي الصدغي
يحدث نتيجة تراكم بروتينات ضارة في الفصين الأمامي والصدغي للدماغ، ما يسبب تغيّرات في الشخصية والسلوك واللغة والقدرة على التخطيط، وتسبق العلامات عادة فقدان الذاكرة بفترة طويلة.
أهمية التشخيص المبكر
يؤكد خبراء من مؤسسة أبحاث الزهايمر أن الخرف ليس مقتصراً على فقدان الذاكرة فقط، فهناك من يصابون بالخرف مع حفظ الذاكرة جيداً لكنهم يواجهون مشاكل في الرؤية أو التصرف، ويتبين أن التغيرات الدماغية تبدأ سنوات قبل ظهور الأعراض. ويُفتح بابٌ أمام مسارات علاجية جديدة مع التشخيص المبكر، وقد يُستخدم قريباً فحص دم متطور في الخدمات الصحية البريطانية يعرف بـ بلازما p-tau217 لاكتشاف بروتينات مرتبطة بالزهايمر، وهو ما قد يغيّر أساليب التشخيص.
علامات غير تقليدية للخرف
ينبّه الخبراء إلى مجموعة من العلامات غير المعتاد ظهورها والتي قد تشير إلى بداية الخرف، ومنها تغير عادات الأكل بحيث يميل الشخص إلى أطعمة جديدة أو يرفض المعتاد ويزداد ميله للحلويات، وكذلك الأحلام المزعجة والمكثفة التي قد ترتبط بتدهور المعرفة. كما قد تظهر سلوكيات غير مألوفة مثل تناول الطعام من طبق آخر أو ارتداء ملابس غير مناسبة للموقف، وتفقد بعض الحالات التعاطف أو حس الدعابة مبكراً، وتحدث مشاكل في الرؤية كصعوبة في تحديد موقع الأشياء أو الإدراك العميق للمسافات، وتظهر هلوسات بصرية خاصة لدى من يعانون من مرض أجسام ليوي وتظهر غالباً على شكل صور لأشخاص صغار الحجم، كما تتفاقم مشاكل اللغة وتواجه المصاب صعوبة في إيجاد الكلمات وفهم المعنى، وهي إشارات تدل على فقدان تدريجي للكلام والقدرة على التعبير.
التفرقة بين النسيان العادي والخرف
يؤكد الأطباء أن بعض هذه الأعراض قد تكون بسبب أسباب أخرى مثل قلة النوم أو الاكتئاب، لذلك يجب تقييمها بدقة وعدم التسرع في الحكم، كما يساعد المقارنة مع أشخاص من العمر نفسه وملاحظات العائلة في التمييز بين النسيان العابر والخرف.
متى يجب طلب المساعدة؟
عند ظهور هذه الأعراض أو ملاحظتها لدى أحد أفراد العائلة، يُنصح بزيارة الطبيب، فمع وجود نحو 944 ألف مصاب بالخرف في بريطانيا ومن المتوقع تجاوز العدد المليون بحلول 2030، يبقى الوعي بالعلامات المبكرة أملاً رئيسياً لإدارة المرض وتخفيف آثاره على المرضى وأسرهم.
