ألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى كلمته كضيف شرف على المؤتمر الثامن لقادة الأديان المنعقد في جمهورية كازاخستان، وهو الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين، مستعرضًا التحولات الدولية المقلقة التي تفاقمت فيها المآسي والتحديات وتبدّلت ملامح النظام العالمي وهدّدت تماسكه الشرعي الدولي. وأكّد في سياق كلمته أن للتأثير الروحي للقادة الدينيين أهمية بالغة، وأن المرجعيات الروحية يجب أن تكون طرفاً فاعلاً في صناعة السلام، وأن يسهم الواعون من هذه المرجعيات في رفع الوعي العالمي بأن الصدام والصراع لا يولدان إلا شرّاً يطال الجميع.
التحوّلات الدولية ودورها في صناعة السلام
وبدفع من معاليه، شدّد على أن التحولات الدولية المطّرِقة تحمل آثاراً عميقة وتفرض مسؤولية على المجتمع الدولي، وتؤكد أن دور المرجعيات الدينية في بناء السلام ليس خياراً بل ضرورة حيوية لتخفيف التوتّرات وتوجيه الرأي العام نحو قيم العدالة والتعاون.
الوضع في قطاع غزة والتداعيات الإنسانية
ثم ركّزت كلمته بشكل خاص على الوضع في قطاع غزة، مشدّدًا على أن ما يتعرّض له من إبادة جماعية وتجويع إجرامي منظَّم هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي من الناحية الإنسانية.
وأكّد أن الصراع لا يولّد إلا معاناةٍ جديدة ويهدد استقرار العالم، ودعا إلى أن يتحول الوعي الروحي إلى أفعال ومساعٍ ملموسة لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة وتحقيق العدالة الإنسانية.
وختم معاليه بأن القلوب التي تحمل رسالات الدين مدعوة إلى الحوار الحقيقي والالتزام بقيم الرحمة والعدالة، وأن دور القيادات الدينية يقتضي أن تكون مساعيهما فاعلة في صناعة السلام وتحقيق الاستقرار العالمي.
