الأزمة الإنسانية
بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات برية موسعة في مدينة غزة، بمشاركة ثلاث فرق عسكرية من القوات النظامية والاحتياط، بعد أسابيع من التحضيرات، حيث يقدّر وجود نحو 2000 مقاتل من حماس في المدينة، ووفقًا للمتحدث العسكري العميد إيفي ديفرين فإن العملية قد تستغرق أشهرًا لتحقيق أهدافها في تحرير الرهائن وهزيمة حماس.
تشهد المدينة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة دمارًا واسعًا بفعل القصف الجوي المكثف، ووصف سكان محليون مشاهد الذعر، حيث أسفرت الغارات عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة العشرات، وقال منتصر بهجة، معلم سابق يحتمي في شقة قرب الساحل: “الموت أرحم مما نعيشه”، ومع أوامر الإخلاء فرضتها إسرائيل غادر نحو 350,000 شخص المدينة، غير أن كثيرين يفتقرون إلى الموارد للنزوح، مما يفاقم معاناتهم.
ردود فعل دولية ومحلية
وأثارت العملية انتقادات دولية حادة، إذ وصفت لجنة تابعة للأمم المتحدة الانتهاكات الإسرائيلية بأنها إبادة جماعية، وهو اتهام رفضته إسرائيل جازمة أن هدفها حماس وليس المدنيين، كما أدانت بريطانيا عبر وزيرة خارجيتها يفيت كوبر الهجوم ووصفتها بالمتهورة محذرة من تفاقم الخسائر وتعرض الرهائن للخطر، حتى ألمانيا عبرت عن قلقها، فاعتبر وزير خارجيتها يوهان فاديفول أن إسرائيل على الطريق الخاطئ.
وتتوقع القوات الإسرائيلية مقاومة من حماس عبر هجمات عصابات داخل المدينة، بدلاً من مواجهات مباشرة. وتظهر صور الأقمار الصناعية تحركات المركبات المدرعة حول غزة مع تقدم حذر خوفًا من إصابة الرهائن. ووافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة الاجتياح في أغسطس، بعد تدمير أجزاء واسعة من حي الزيتون، وهو ما يعكس خطة طويلة الأمد للسيطرة على المدينة.
انعكاسات داخل إسرائيل
أثارت العملية انقسامًا داخليًا حادًا في إسرائيل، فبين من يرى أنها خطوة حاسمة للقضاء على حماس وآخرين يخشون من تعريض حياة الجنود والرهائن للخطر. وتظاهر العشرات أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معبرين عن إحباطهم من سياسات الحكومة، وقال أحد المتظاهرين، ميخائيل جلعاد: “لا أحد يهتم بنا، لا الرهائن ولا الجنود”.
