تعزز وزارة الدفاع السعودية دورها كمنصة مركزية لإدارة التوازنات الإقليمية وبناء شراكات عسكرية وإستراتيجية تعزز مكانة المملكة كقوة دفاعية محورية في الشرق الأوسط.
الدبلوماسية الدفاعية
الدبلوماسية الدفاعية التي يقودها وزير الدفاع لا تقتصر على التبادل العسكري أو التمارين المشتركة، بل تمتد إلى استخدام لغة المؤسسة العسكرية في بناء قنوات سياسية.
فعبر استعراض محاور التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة من جهة، ومناقشة ملفات الأمن الإقليمي مع إيران من جهة أخرى، يتضح أن وزارة الدفاع أصبحت فاعلاً دبلوماسياً موازياً لوزارة الخارجية في ملفات الأمن والاستقرار.
القوة الدفاعية السعودية
المملكة تقف اليوم كقوة دفاعية مكتملة الأركان وليست حليفاً تابعاً. الإصلاحات في وزارة الدفاع، رفع جاهزية القوات المسلحة، وتوطين الصناعات العسكرية تشكّل قدرات ردع استراتيجية تضع السعودية في مقدمة المنطقة. كما تُستخدم هذه القوة كأداة للضغط والطمأنة في آن واحد، وهو جوهر الدبلوماسية الدفاعية.
لقاءات مزدوجة
مع واشنطن تبقى الدبلوماسية الدفاعية شراكة قائمة على المصالح المشتركة، وليست دعماً من طرف واحد، مع بحث مستجدات الساحة الإقليمية في إطار عسكري-إستراتيجي.
مع طهران، تفتح قنوات اتصال مباشرة عبر بوابة الأمن القومي، بما يعكس ثقة المملكة في قدرتها على إدارة الملفات المعقدة من موقع قوة وبمنهجية إدارة المخاطر لا الانفعال السياسي.
صناعة التوازنات
الأمير خالد بن سلمان يرسّخ معادلة جديدة؛ قوة دفاعية سعودية قادرة على الردع الذاتي، وانفتاح دبلوماسي يجعل الرياض جسر توازن بين قوى الشرق والغرب، وتوّظف لغة الدفاع كأداة سياسية للحفاظ على الاستقرار وتأكيد مكانة المملكة كضامن أمني في الشرق الأوسط.
يقود الأمير خالد بن سلمان وزارة الدفاع في مسار مزدوج: تعزيز القدرات العسكرية داخلياً وتفعيل الدبلوماسية الدفاعية خارجياً. هذه المقاربة جعلت السعودية قوة عسكرية وسياسية-دفاعية يحسب لها حساب في الشرق الأوسط، وقادرة على فرض التوازن وإدارة الملفات الشائكة من موقع متقدم.
