أجرى فريق أسترالي دراسة شملت 32 سيدة ناجيات من سرطان الثدي في مراحل متباينة من المرض (من الأولى إلى الثالثة)، وجميعهن أنهين العلاج قبل أربعة أشهر على الأقل، وكان متوسط العمر 59 عامًا ومتوسط مؤشر كتلة الجسم 28.
طبق الباحثون جلستين تدريبيتين مختلفتين استغرقت كل منهما نحو 45 دقيقة: برنامج مقاومة شمل ثماني تكرارات في خمس مجموعات لتمارين العضلات الرئيسية مثل ضغط الصدر، التجديف الجالس، ضغط الكتف، السحب الجانبي، ضغط الساق، وتمارين الساق الأخرى مع راحة من دقيقة إلى دقيقتين بين المجموعات، وبرنامج تدريب متقطع عالي الكثافة (HIIT) تضمن سبع جولات كل منها 30 ثانية بأجهزة مثل الدراجة الثابتة أو جهاز المشي أو جهاز التجديف أو الجهاز المتقاطع مع ثلاث دقائق راحة بين الجولات؛ اختيرت الطريقتان لمقارنة أثر قوة العضلات والتحمل القلبي التنفسي.
أخذ الباحثون عينات دم قبل التمرين، وبعد الجلسة مباشرة، وبعد 30 دقيقة، فوجدوا أن جلسة واحدة فقط من المقاومة أو HIIT رفعت مستويات بروتينات الميوكينات في الدم؛ وكانت أكبر زيادة في الميوكين IL-6 حيث ارتفع بنسبة 47% مباشرةً بعد جلسة HIIT، بينما أظهرت مجموعة المقاومة زيادة 23% في الديكورين وزيادة 9% في IL-6، وانخفضت مستويات الميوكينات تدريجيًا بعد التمرين لكنها بقيت أعلى من القيم الأساسية.
أوضح الباحث الرئيسي فرانشيسكو بيتاريجا، طالب دكتوراه بجامعة إديث كوان بأستراليا، أن النتائج تُظهر تأثيرات مضادة للسرطان على المستوى الخلوي وتقدم تفسيرًا محتملاً لكيفية تقليل التمارين الرياضية لخطر الإصابة والانتكاس والوفاة، مع التأكيد على محدودية الدراسة والحاجة إلى مزيد من البحث على مستوى الجسم الحي.
أشارت الدراسة إلى أن الميوكينات — وهي بروتينات تفرزها العضلات أثناء التمرين — تنظم الأيض وتُسهم في “حرق الدهون” وتثبط الجزيئات الالتهابية (السيتوكينات) التي قد تؤدي إلى التهاب مفرط وتلف الحمض النووي، وقدّر الباحثون أن مستويات الميوكينات الناتجة عن التمرين قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية بنسبة تقارب 20% إلى 30%.



