يُعدُّ ارتفاع الكوليسترول مشكلة صحية شائعة تتسلل بصمت إلى الجسم وقد لا تُظهر أعراضًا واضحة في بداياتها، ومع ذلك يشكل خطراً كبيراً لأنه من أهم أسباب أمراض القلب وتصلب الشرايين.
قال الدكتور محمود الشريف أخصائي الجراحات العامة إن الكوليسترول مادة دهنية شمعية يُنتجها الكبد وتدخل أيضًا إلى الجسم من الطعام، وهو ضروري لبناء الخلايا وإنتاج بعض الهرمونات وفيتامين د، لكن الخطر يظهر عندما ترتفع نسبته في الدم عن الحد الطبيعي وتؤدي إلى تراكم الدهون في جدران الشرايين مما يضيّقها ويعيق تدفق الدم إلى القلب والدماغ ويزيد مع الوقت خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أعراض ارتفاع الكوليسترول التي لا يجب إهمالها
قد يشعر المريض بآلام أو ثقل في الصدر، خاصة بعد مجهود بسيط، وهذا قد يكون علامة على ضيق الشرايين الناتج عن تراكم الكوليسترول ويُعرف بالذبحة الصدرية ويحتاج إلى فحص عاجل.
قد يعاني الشخص من التعب والإرهاق المزمن حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم أو بعد مجهود خفيف، لأن عدم وصول الدم المحمّل بالأكسجين إلى الأعضاء بسبب انسداد الشرايين يسبب شعورًا بالإرهاق المستمر.
يمكن أن يسبب انسداد الشرايين تنميلًا أو شعورًا بالبرودة في الأطراف، إذ يعيق تدفق الدم إلى اليدين والقدمين مما يترجم إلى برودة أو تنميل مستمر.
قد تظهر مشاكل في الرؤية نتيجة ترسبات الكوليسترول في الأوعية الدموية الدقيقة في العين، فتظهر تشوشات في الرؤية أو بقع صفراء حول الجفون تُعرف بالزانثوما.
قد تتكرر نوبات الدوخة أو الشعور بضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط مثل صعود الدرج، لأن ضعف تدفق الدم إلى الدماغ أو القلب يؤثر على التوازن والتنفس.
قد يؤدي انسداد الشرايين الناتج عن الكوليسترول المرتفع إلى ضعف الانتصاب عند الرجال نتيجة قلة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يسبب مشكلات جنسية ملحوظة.
متى يجب إجراء فحص الكوليسترول؟
ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري للكوليسترول بدءًا من عمر 20 عامًا ثم كل أربع إلى ست سنوات، ومع التقدم في العمر أو وجود عوامل خطر مثل السمنة المفرطة أو التدخين أو التاريخ العائلي لأمراض القلب أو وجود مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم يجب إجراء الفحوص بصورة أكثر تكرارًا.
كيف تحمي نفسك من مضاعفات ارتفاع الكوليسترول؟
ينبغي تعديل النظام الغذائي بتقليل الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء والمقالي وتجنب الدهون المتحولة الموجودة في الوجبات السريعة والمخبوزات الجاهزة، وزيادة تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف التي تقلل امتصاص الكوليسترول مع تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين لاحتوائها على أحماض أوميغا-3 المفيدة.
يساعد النشاط البدني المنتظم مثل المشي لنحو نصف ساعة يوميًا على رفع الكوليسترول الجيد HDL وخفض السيئ LDL، ويجب الإقلاع عن التدخين والحد من الكحول لأنهما يزيدان من فرص تصلب الشرايين ويضاعفان خطر الجلطات، وفي بعض الحالات يصف الطبيب أدوية خافضة للكوليسترول مع المتابعة الطبية للحفاظ على المستويات ضمن النطاق الآمن.



