تتزايد رغبتك في تناول الحلويات بعد العشاء لعدة أسباب بيولوجية ونفسية وبيئية تتداخل معًا لتجعل الشعور بالاشتهاء أقوى في المساء.
أسباب الرغبة الشديدة في الحلويات ليلًا
يؤدي تقييد السكر أو الامتناع الصارم عن بعض الأطعمة إلى ما يسمى الحرمان المدرك، إذ يفسر الدماغ هذا التقييد كخسارة فيزيد من الرغبة في تناول الأطعمة المحظورة، لذا يصبح الاشتهاء استجابة مكتسبة تزداد احتمالية تنفيذها بعد الوجبات إذا حُرمت منها سابقًا.
تعمل الإشارات المحيطة مثل إعلانات الطعام أو الصور والمنشورات على وسائل التواصل على تفعيل ردود فعل جسدية ونفسية (مثل إفراز اللعاب وتسارع نبضات القلب) وتنبيه نظام المكافأة في الدماغ، مما يجعل رغبتك في الحلويات أقوى حتى بلا جوع حقيقي.
يحفز طعم السكر دوائر المكافأة في الدماغ ويزيد إفراز هرموني السيروتونين والدوبامين، ما يمنح شعورًا مؤقتًا بالسعادة. مع ذلك فإن هذا التحسن عابر، والإفراط في السكر قد يخفّض مستويات الدوبامين الأساسية بمرور الوقت ويقلل متعة المأكولات الأخرى.
تؤدي الوجبات الغنية بكربوهيدرات مكررة وذات بروتين وألياف قليلة إلى ارتفاع سريع في سكر الدم يليه هبوط مفاجئ، وهذا التقلب يثير حاجة إلى مصادر طاقة سريعة مثل الحلويات، بينما تساعد الوجبات المتوازنة في استقرار السكر وتقليل الوجبات الخفيفة السكرية.
يحفز الشبع الحسي أو رغبة براعم التذوق بالتنوع بعد تناول نكهة واحدة، فبعد وجبة مالحة يبحث الجسم عن مذاق مختلف، ما يفسر اشتياقك للحلو رغم الامتلاء.
تميل الساعة البيولوجية إلى زيادة الجوع والرغبة في الأطعمة الحلوة والنشوية والمالحة في المساء، لذا فإن ذروة الرغبة ليلية طبيعية ويمكن التعامل معها بالتخطيط المسبق.
كيف تشبع الرغبة بطريقة صحية
يمكنك إشباع الرغبة بالحلوى دون إفراط عن طريق تناول قطعة فاكهة توفر حلاوة مع ألياف ومغذيات، أو اختيار مشروب مثل شوكولاتة أو فانيليا خفيفة محضرة بحليب قليل الدسم أو كوب من الزبادي المنزلي، فهذه البدائل ترضي المذاق وتحافظ على استقرار سكر الدم والسعرات.
اتباع نهج معتدل في تناول السكر بدلاً من الامتناع التام، والحد من التعرض لمحفزات الطعام، وتضمين البروتين والألياف والدهون الصحية في الوجبات الرئيسية يساعد في تقليل الاشتهادات. كذلك يمكن إدخال نكهات متنوعة—حلوة، حامضة، مالحة، مرّة—ضمن الوجبة لتقليل رغبة براعم التذوق في تغيير النكهة لاحقًا.
تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم والكروم ومضادات الأكسدة يعزّز أيض الجلوكوز ويساهم في ضبط الرغبة بسلاسة، ومن المفيد أيضًا التخطيط لوجبات خفيفة مسائية صحية بحصص محسوبة بدل الأكل العشوائي ليلاً.
لا بأس بتناول الحلويات بين الحين والآخر بشرط الضبط في الكمية والنمط الغذائي العام، مع الوعي أن تأثير السكر لمزاجك مؤقت وأن الاعتماد المفرط قد يقلل المتعة على المدى الطويل.



