تعمل عضلات الساق كقلبٍ ثانٍ يدفع الدم نحو القلب؛ فعند المشي أو الجري أو حتى ثني الكاحل تتقلص هذه العضلات وتضغط على الأوردة الدموية فتدفع الدم إلى الأعلى، ما يمنع تراكمه في أسفل الساق ويقلل من التورم وتوسع الأوردة وخطر تشكل جلطات دموية.
كيف تقوم عضلات الساق بهذه الوظيفة
تتكوّن الساق من عضلتين أساسيتين تساعدان في مضخّة الدم: العضلة الظاهرة الكبيرة التي تُسهم في الحركات السريعة والقوية مثل الجري والقفز، وعضلة باطن القدم الأعمق المسؤولة عن التحمل والحفاظ على وضعية الجسم عند الوقوف لفترات طويلة. تعمل هاتان العضلتان بالضغط على الأوردة العميقة بينما تمنع الصمامات أحادية الاتجاه عودة الدم إلى الأسفل، فتسهم هذه الآلية البسيطة في تخفيف عبء الدورة الدموية عن القلب.
أهمية المحافظة على عمل مضخة الساق في حياتنا المعاصرة
يزيد نمط الحياة المعاصر القائم على الجلوس لساعات طويلة من ضعف ضخ الدم بواسطة عضلات الساق، ما يؤدي إلى وذمة وتورم الساقين وتوسع الأوردة وإحساس بالثقل والتعب، وقد يصل الأمر إلى حدوث خثار وريدي عميق يمثل خطورة بالغة. لذلك تكفي خطوات بسيطة كالوقوف والتحرك كل ساعة أو المشي لمسافات قصيرة أو تمديد عضلات الساق لكبح هذه المخاطر بشكل كبير.
كيفية الحفاظ على صحة “القلب الثاني”
يعد المشي أبسط وأفضل تمرين لتنشيط عضلات الساق والحفاظ على عمل المضخة، كما أن تمرين رفع الساق بالوقوف على أطراف الأصابع لبضع ثوان ثم النزول ببطء وتقريبه إلى عشرة إلى خمس عشرة تكراراً يقوي العضلات ويحسّن عودة الدم الوريدي. يجدر بالجلوس الطويل تمديد عضلات الساق وتحريك الكاحل وأصابع القدم بانتظام للحفاظ على تدفق الدم، كما يساهم شرب الماء بكميات كافية في الحفاظ على لزوجة مناسبة للدم تسهّل عمل المضخة. وفي الحالات التي تستدعي دعماً إضافياً يمكن ارتداء جوارب ضاغطة خلال الرحلات الطويلة أو فترات الجلوس الطويلة لمساعدة الدورة الدموية.
ماذا يحدث عند فشل مضخة الساق
عند ضعف أو خمول عضلات الساق قد يتطوّر قصور وريدي مزمن يصعّب عودة الدم إلى القلب، ومع الزمن قد يظهر تورم مؤلم وتقرحات وتغيرات جلدية؛ وفي حالات خطيرة قد تتكوّن جلطات تنفصل وتنتقل إلى الرئتين مسببًة انسداداً رئوياً قد يكون مميتاً.
