ودّع عشّاق توتنهام أنجي بوستيكوجلو بعد تتويجه بكأس الدوري الأوروبي، وترك رحيله شعورًا بالحزن لدى كثيرين في الدوري الإنجليزي رغم أنه دائمًا مصدر إثارة.
مسيرته
بدأ بوستيكوجلو مسيرته التدريبية في ساوث ملبورن عام 1994 حيث أمضى معظم حياته كلاعب، ثم عمل في كرة القدم الأسترالية نحو 17 عامًا محققًا ألقابًا محلية مع ساوث ملبورن وبريسبان رور، وقاد منتخبات أستراليا للشباب قبل توليه منتخب أستراليا والتأهل إلى كأس العالم 2014 و2018. انتقل بعد ذلك إلى يوكوهاما مارينوس وفاز عام 2019 بلقب الدوري الياباني بعد غياب 15 عامًا، ثم لمع اسمه في أوروبا مع سيلتيك حيث فاز بخمسة ألقاب محلية في موسمين قبل أن يتولى تدريب توتنهام عام 2023 ويحقق معهم لقب الدوري الأوروبي.
أسلوبه
قال بوستيكوجلو عبارته الشهيرة “أنا لا أفوز عادةً بالألقاب، أنا دائمًا أفوز بها في موسمي الثاني”، وهذه الجملة تعكس تصميمه وتمسكه بفكرة تكتيكية واحدة يعتمدها الفريق. اشتهر بأسلوب هجومي شامل قائم على ظهيرين مقلوبين ودفاع متقدم والضغط العالي، وقد برز ذلك في بداية توليه لتوتنهام حين حقق ثمانية انتصارات وتعادلين في أول عشر مباريات قبل أن يتلقى أول هزيمة أمام تشيلسي في مباراة لعب فيها الفريق بنقص عددي. بعد ذلك خفتت نتائج الفريق فسجل بوستيكوجلو 78 نقطة في 66 مباراة بالدوري، وفي نهاية موسم 2024/25 أعطى الأولوية للدوري الأوروبي الذي فاز به بأسلوب أكثر تحفظًا يعتمد على الهجمات المرتدة، ما أظهر نوعًا من التكيف التكتيكي رغم أن فلسفته الأساسية بقيت هجومية.
التحديات في نوتنجهام فورست
يواجه بوستيكوجلو تحديين رئيسيين عند محاولة تطبيق فلسفته في فورست، الأول هو تحويل فريق كان تحت قيادة نونو أكثر تحفظًا ورد فعلًا إلى فريق يلعب بخط دفاع متقدم وضغط مرتفع، وهذا صعب في منتصف الموسم وبوجود مباريات الدوري الأوروبي يوم الخميس. الثاني يتعلق بخيارات الدفاع حيث يلعب نيكولا ميلينكوفيتش وموريلو كقلبَي دفاع قويين في العمق لكن سرعتهما المحدودة قد تكشفها فلسفة اللعب الهجومي المغامرة؛ احتلا مركزين متأخرين بين مدافعي الدوري في أعلى سرعة مسجلة (ميلينكوفيتش 30.31 كم/س، موريلو 31.52 كم/س)، وكلاهما لم يُظهرا الكثير من الركضات السريعة مقارنة بمدافعي فورست الآخرين، كما أن قدرتهما على التمرير لا تقارن بمستوى بعض مدافعي الفرق الأخرى، ما يجعل السؤال قائمًا إن كان بوستيكوجلو سيُعيد تشكيل الدفاع أو سيتكيف هو مع لاعبيه.
من يمكن أن يزدهر تحت قيادته؟
تبدو بعض عناصر تشكيلة فورست مناسبة لفلسفته؛ أولا أينا يمتلك السرعة والذكاء ليؤدي دور الظهير المقلوب، والتعاقد مع أولكسندر زينتشينكو على سبيل الإعارة يوفر خيارًا مغايرًا على اليسار. في خط الوسط يوفّر دوجلاس لويز وإليوت أندرسون وجيمس ماكتي ومورجان جيبس-وايت قدرة على اللعب تحت الضغط والتقدم بالكرة، أما كريس وود فمهاجم رقم 9 صريح يناسب أسلوب بوستيكوجلو، والجناحان كالوم هودسون-أودوي ودان ندوي يلبّيان حاجة النظام لأجنحة سريعة ومباشرة. التشكيل المحتمل تحت قيادته قد يبدو 4-3-3 (من اليمين إلى اليسار): ماتس سيلس؛ أولا أينا، ميلينكوفيتش، موريلو، زينتشينكو؛ أندرسون، دوجلاس لويز، جيبس-وايت؛ ندوي، وود، هودسون-أودوي.
بدايته مع فورست
سيكون ظهوره الأول أمام آرسنال اختبارًا صعبًا جدًا وربما لا يكشف الكثير عن أفكاره طويلة المدى لأن فورست سيكون مضطرًا للعب بدون كرة بشكل جزئي مع الحفاظ على بعض أسلوب نونو. يلي ذلك لقاءات ضد بيرنلي وسندرلاند ومباراة في كأس الرابطة ضد سوانزي ومواجهة في الدوري الأوروبي أمام ريال بيتيس، وهي بداية تمنحه فرصة لبناء زخم وتقديم انطباع أولي. يبقى السؤال ما إذا كان سيعود بالكامل إلى فلسفة “كرة أنجي” أم أنه سيختار مرونة أكبر بناءً على تجربة توتنهام الأخيرة.
