لا تُقاس العلاقة بطول السنوات وحدها؛ امتلاك عقدين أو الاحتفال بمناسبات سنوية كثيرة لا يعني بالضرورة أن العلاقة صحية أو مستقرة، فالحب يحتاج دائماً إلى التزام وثقة وتواصل هذه العناصر لا تتحقق تلقائياً مع مرور الزمن بل تتطلب جهداً ووعياً من الطرفين.
يقرر بعض الرجال الانفصال مع التقدم في العمر لأسباب تتعلق بذاتهم أكثر من علاقتهم، فهم كثيراً ما يبحثون عن مساحة شخصية أكبر أو يحاولون استعادة جزء من هويتهم واهتماماتهم التي فقدوها خلال رحلة الزواج.
أسباب شائعة تدفع الرجل للابتعاد
يحدث فقدان الشعور بالذات عندما يشعر الرجل أن هويته تلاشت داخل العلاقة، خاصة إن غاب الاحترام والتوازن بين حياة فردية ومشتركة، وهذا يضعف حيويته ويؤثر على صحته النفسية فيدفعه للبحث عن استعادة ذاته.
ينهار التواصل عندما يتجنب الزوجان المواجهة أو النقاش، فالصمت المستمر يخلق فجوة عاطفية ويجعل الرجل عاجزاً عن التعبير عن مشاعره ومشاكله، وفي النهاية قد ينسحب من العلاقة تماماً.
تؤدي تلبية الاحتياجات الناقصة سواء كانت عاطفية أو جسدية إلى شعور بالحرمان، ومع تقدم العمر تتوضح الرغبات والأهداف أكثر، وإذا لم يجد الرجل تجاوباً من شريكته فقد يفضل الانفصال بحثاً عن رضا أكبر.
يترك الانتقاد المستمر أثراً سلبياً على نفسية الرجل، فبينما يكون النقد البناء مفيداً أحياناً، فإن التكرار العدائي يضعف ثقته بالنفس ويولد استياء يجعل الانفصال مهرباً للحفاظ على راحته الداخلية.
يشعر بعض الرجال بضغط للالتزام بصورة الرجل التقليدي القوي والمعيل دائماً، ومع التقدم في العمر قد يتعبون من هذه القيود، فإذا أصر الشريك على هذه الصورة قد يختار التحرر منها بالابتعاد.
تتغير القيم والرؤى مع الزمن أحياناً، مثل المعتقدات أو أساليب تربية الأولاد أو خطط المستقبل، وهذا الاختلاف في التوجهات يخلق فجوة يصعب تجاوزها ما يدفع البعض للبحث عن انسجام أكبر خارج العلاقة.



