تصاعدت المخاوف قبالة السواحل الإسبانية بعد سلسلة هجمات نفذتها الحيتان القاتلة الأيبيرية على قوارب شراعية خلال الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في أضرار جسيمة وترك بعض الأطقم عالقة في البحر قبل تدخل السلطات لإنقاذهم.
هاجمت مجموعة من الحيتان دفة قارب شراعي ألماني في مصب نهر فيغو بإقليم غاليسيا في 21 أغسطس، ومزقت الدفة واستمرت في اللعب بها أثناء سحب القارب إلى بر الأمان، وفق ما نقلت صحيفة فارو دي فيغو.
وبعد أيام تعرضت سفينة شراعية خشبية تقليدية لأضرار مماثلة قبالة أو غروف، وتضرر قارب آخر قبالة جزيرة أونس داخل مصب نهر بونتيفيدرا.
ذكر مالك أحد القوارب، فالنتين أوتيرو، أنه شعر بالذعر بعد سماع ضربات قوية على سفينته، ثم تبين أن حوت أوركا كبيراً يرافقه آخر أصغر كانا يهاجمان الدفة.
أكد الخبراء أن الحيتان القاتلة لا تستهدف البشر عادة، وأن تعاملها مع القوارب أقرب إلى اللعب أو الفضول، وأن هذه السلوكيات تكررت منذ عام 2020 بين مجموعة إيبيرية صغيرة مهددة بالانقراض يعتقد أن عدد أفرادها لا يتجاوز أربعين حوتاً.
يرجح العلماء أن السلوك يعود إلى ممارسات اجتماعية بين صغار الحيتان، خاصة بعد تحسن وفرة فرائسهم المفضلة من التونة الأطلسية، ما أتاح لهم وقتاً أكبر لممارسة أنشطة أخرى.
تُعرف الحيتان القاتلة بسلوكها الاجتماعي المعقد، وتملك كل مجموعة “لهجتها” وأنماطاً سلوكية فريدة، ولم تُسجَّل حوادث تؤكد استهدافها البشر بشكل مباشر.
أفادت دورية للحرس المدني في بونتيفيدرا بأنها وفّرت الحماية حتى وصول سفينة إنقاذ بحرية بدأت سحب القارب المصاب إلى الميناء، وأن عناصر الدورية اقتربوا بمقدمة زورقهم لمحاولة إبعاد الحيتان عن القارب.
