يعاني كثيرون من حين لآخر صعوبات في الانتباه والتركيز، سواء بسبب الإرهاق أو ضغوط العمل والمنزل اليومية أو لأسباب صحية أخرى.
العلاقة بين الوسائط الرقمية وتراجع القدرة على التركيز
أوضحت الدكتورة غلوريا مارك، أستاذة المعلوماتية بجامعة كاليفورنيا، أن الأبحاث على مدى عقود رصدت تراجعًا عامًّا في القدرة على التركيز المرتبط باستخدام الوسائط الرقمية؛ ففي عام 2004 كان متوسط مدة الانتباه على شاشة واحدة دقيقتان ونصف، ثم تراجع لاحقًا إلى نحو 75 ثانية، والآن أصبح المتوسط حوالي 47 ثانية. وأضافت مارك أن الانقطاع عن مهمة عمل نشطة يجعل استعادة التركيز تستغرق حوالي 25 دقيقة، وأن الأشخاص يقضون في المتوسط عشرة دقائق ونصف في مشروع عمل قبل أن يُقاطعهم شيء فينتقلوا إلى مشروع آخر.
أشارت مارك إلى أن التحول السريع بين مهام متعددة يرتبط بزيادة التوتر وارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب، مما يؤدي إلى مزيد من التعب والأخطاء وانخفاض الإنتاجية، وأن أدوات تكنولوجية مثل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة اللوحية والتلفزيون لها دور كبير في هذه الظاهرة. وأظهرت تجربة قطع البريد الإلكتروني عن موظفين لمدة أسبوع انخفاضًا ملحوظًا في التوتر وزيادةً في القدرة على التركيز، لكن الحل ليس التوقف التام عن التكنولوجيا بل تحسين طريقة استخدامها.
كيفية زيادة انتباهك
تتطلب استعادة التركيز أن تكون واعيًا بكيفية استعمالك للتكنولوجيا؛ ابدأ بتخصيص وقت للعمل الروتيني في بداية اليوم عندما لم تصل بعد إلى أفضل حالة ذهنية، واستخدم أدوات لحجب المشتتات عندما تكون في أوج تركيزك. في المساء حرِّر ذهنك من المهام بكتابة قائمة مهام ثم ضعها جانبًا.
إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشتت انتباهك، احذف أيقونات سطح المكتب، وضع تطبيقات الهاتف داخل مجلدات تتطلب جهدًا إضافيًا للوصول إليها، أو اترك الهاتف في غرفة أخرى أو ضعه في درج وأغلقه. من المهم أيضًا معرفة متى تأخذ استراحة؛ إذا اضطررت لقراءة نص أكثر من مرة أو لم تستوعب الكلمات فقد حان وقت التوقف ومتابعة القراءة لاحقًا.
أفضل استراحة هي المشي، فعشرون دقيقة فقط من المشي في الخارج تساعد على الاسترخاء وتوليد أفكار جديدة بما يعرف بالتفكير المتباعد.
