دعا خبراء من جامعة سيدني إلى إعادة النظر في استراتيجيات الحكومات وصناع القرار لمواجهة موجات الحر، مؤكدين ضرورة تركيز الجهود على تبريد الأشخاص أنفسهم وليس الهواء فقط.
قدّر الباحثان أن موجات الحر في أوروبا صيفي 2022 و2023 تسببت في وفاة أكثر من مئة ألف شخص، وأن ارتفاع حرارة الجسم يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضربة الشمس والنوبات القلبية والفشل الكلوي، كما يفاقم الأمراض المزمنة كأمراض القلب والجهاز التنفسي.
نهج فسيولوجي لتقييم المخاطر
أشار البروفيسور أولي جاي والدكتور فيديريكو تارتاريني من مركز أبحاث الحرارة والصحة بجامعة سيدني إلى أن التأثير الحراري على الإنسان لا يعتمد فقط على درجة الحرارة، بل يشمل الإشعاع الشمسي والرطوبة وسرعة الرياح والحالة الصحية للفرد، وأن الأشخاص المصابين بأمراض قلبية أو كلوية هم أكثر عرضة للخطر، حيث تساعد النماذج الفسيولوجية الحالية في التنبؤ باستجابة الأفراد للحرارة الشديدة وتوجيه إجراءات وقائية مناسبة.
يعمل الباحثان على تطوير أداة رقمية تسمى “HeatWatch” تمكّن المستخدمين من إنشاء ملفات شخصية تشمل العمر والحالة الصحية والأدوية وإمكانية الوصول إلى التكييف، لتقديم توقعات دقيقة لمخاطر التعرض للحرارة لمدة سبعة أيام ونصائح تبريد مخصصة.
تُخطط الفرق لإجراء تجارب في أماكن معرضة بشدة للإجهاد الحراري مثل دلهي بالهند، مع رغبة في تعميم هذا النهج عالمياً لمواجهة تزايد مخاطر الحرارة.
وشددا على أن التكييف وحده لا يكفي، وأن استراتيجيات بسيطة منخفضة الاستهلاك للطاقة مثل تحريك الهواء بالمراوح، وضع الماء على الجلد، تظليل الأشخاص مباشرة من الشمس، تحسين كفاءة العمل البدني وتغيير أوقات الأنشطة لتجنب أشد ساعات النهار حرارة يمكن أن تخفف من مخاطر الإصابة وتقلل من إجهاد الحرارة.



