عانى بعض الموظفين من تنمر في مكان العمل، وترك ذلك أثرًا نفسيًا قاسيًا يتمثل في الشعور بالضغط المستمر وفقدان الحافز وأحيانًا التفكير في الاستقالة كوسيلة للهروب بدل المواجهة، والاستسلام قد يعني خسارة الوظيفة قبل محاولة إيقافه.
أوضحت ريهام الهواري، الأخصائية النفسية، أن التنمر يمثل خطرًا حقيقيًا يشبه “فيروسًا مدمرًا” يحتاج مناعة نفسية قوية؛ فكلما كانت المناعة ضعيفة ازدادت الاستجابة للتنمر مما يقود إلى الشعور بالعزلة والاكتئاب، بينما تعتمد المناعة القوية على إدارة الوعي والإدراك بأن المشكلة ليست خطأ الضحية بل تعكس خللاً لدى المتنمرين.
كيفية التعامل مع التنمر في العمل
تحديد نوع التنمر
حدد ما إذا كان السلوك يظهر في صورة دعابة مزعجة أو مزاح ثقيل أو تحت ستار الحرص، فكل سلوك يضعف التركيز أو يزرع الشك في القدرات يُعد تنمرًا؛ ويمكن أن يظهر كتنمر لفظي بالصراخ أو الانفعال، أو تنمر نقدي يستخدم كلمات تقلل من قيمة الضحية وتشوه صورته المهنية، أو تنمر وظيفي يحجب المعلومات الضرورية لإيقاع الشخص في الفشل، أو تنمر اجتماعي يعتمد على نشر الشائعات وتشويه السمعة بين الزملاء.
تقديم شكوى وطلب الدعم
وثق الوقائع وسجل تأثيرها السلبي واستعمل هذه الأدلة لتقديم شكوى رسمية وطلب الدعم من الإدارة بأسلوب هادئ وحازم بعيدًا عن الانفعال، وحدد حدودًا واضحة لما هو مقبول وما هو غير مقبول وتمسك بها دون تراجع، فهذه الخطوة قد تردع المتنمر وتلزم مكان العمل بالقواعد.
البحث عن بيئة صحية
عزّز الجانب النفسي عبر إدارة الوعي، وإذا استمر التنمر رغم الشكاوى وظلت بيئة العمل سامة فكر بجدية في تركها والانتقال إلى مكان يوفر بيئة عمل صحية وآمنة.



