لاحظ تداخل موسم البرد مع موسم البعوض مما يجعل الخلط بين أعراض العدوى التنفسية ونتائج لدغات البعوض شائعًا، وقد يثير الشعور بالحمى وآلام الجسم بعد اللدغة مخاوف من أمراض مثل حمى الضنك أو فيروسات تنفسية.
نزلات البرد الشائعة
تنتج نزلات البرد عن فيروسات تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتظهر عادةً بأعراض تنفسية مثل سيلان أو احتقان الأنف، والعطس، والتهاب الحلق، والسعال، مع صداع وآلام خفيفة في الجسم، وقد تصاحبها حمى طفيفة غير مقلقة؛ تبلغ الأعراض ذروتها خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى وتتحسن عادةً خلال أسبوع، وتقتصر في الغالب على الجهاز التنفسي دون آفات جلدية.
لدغة البعوض
تترك لدغة البعوض نتوءًا أحمر صغيرًا مثيرًا للحكة وقد يحيط به تورم محلي، وهو رد فعل جلدي موضعي ناتج عن بروتينات لعاب البعوض؛ تكون معظم هذه الردود محدودة وتزول ذاتيًا، وفي بعض الأشخاص تظهر ردود موضعية مبالغ فيها مثل تورم كبير أو بثور، بينما الأعراض الجهازية الشديدة نادرة بعد لدغة واحدة.
العدوى المنقولة بالبعوض
إذا نقلت البعوضة ممرًضًا حالتك، فقد تظهر الأعراض بعد أيام وتتضمن حمى مرتفعة وآلامًا شديدة في الجسم أو المفاصل، وصداعًا، وألمًا خلف العينين، وغثيانًا، وأحيانًا طفحًا جلديًا؛ من الأمراض الشائعة المنتقلة بالبعوض حمى الضنك والملاريا وحمى شيكونغونيا.
ما الذي يسبب الخلط بين العلامات؟
تتداخل بعض الأعراض مثل الحمى وآلام الجسم بين أمراض شبيهة بالإنفلونزا وبين حمى الضنك، بينما قد يظهر الطفح الجلدي سواء عند بعض العدوى الفيروسية أو كرد فعل جلدي مبالغ فيه للّدغات، كما قد تحدث تضخّمات في الغدد الليمفاوية مع العدوى أو مع ردود الفعل الموضعية؛ لذا يصبح توقيت ظهور الأعراض ونمطها ومكانها مفتاحًا للتمييز.
كيف نفرق بين نزلات البرد والأمراض المنقولة بالبعوض؟
التوقيت
تظهر النتوءات الحاكة فورًا أو خلال دقائق إلى ساعات من اللدغة، بينما تبدأ أعراض أمراض البعوض عادةً بعد أيام؛ فإذا ظهرت الحمى خلال ساعات من اللدغة فالأرجح أن تكون رد فعل موضعي أو عدوى فيروسية مستقلة لا عدوى منقولة بالبعوض.
موقع الأعراض
تشير الأعراض التنفسية مثل سيلان الأنف أو السعال إلى نزلة برد أو فيروس تنفسي، بينما تشير النتوءات الموضعية الحاكة والاحمرار المحيط بها إلى لدغات البعوض، أما الحمى المرتفعة مع آلام شديدة في العضلات أو المفاصل وألم خلف العينين فتوحي بحمى الضنك أو عدوى مشابهة.
النمط والتوزيع
يكون الطفح الجلدي المنتشر على الجذع والأطراف مع ارتفاع الحرارة علامة على الإصابة بحمى الضنك أو طفح فيروسي آخر، بينما يبقى رد فعل اللدغة محصورًا عادة حول موقع اللدغ.
الشدة والمسار
تشكل الحمى المتفاقمة والقيء المستمر ونزيف اللثة أو الأنف وآلام البطن الشديدة أو ضيق التنفس علامات خطر لحالات شديدة من حمى الضنك، وفي هذه الحالات يجب طلب رعاية طبية عاجلة.
خلاصة
تكون معظم لدغات البعوض مهيجات موضعية غير ضارة، ونزلات البرد في الغالب أمراض تنفسية محدودة؛ عالج الحكة والتورم المباشر على أنه لدغة، وإذا ظهرت حمى شديدة أو ألم شديد في الجسم أو المفاصل أو نزيف أو أعراض جهازية مقلقة بعد عدة أيام من التعرض للبعوض فاعتبرها عدوى ممكنة واطلب الرعاية الطبية. تجنب المياه الراكدة، واستخدم طاردات الحشرات والناموسيات، واحرص على النظافة الشخصية خلال موسم البرد كإجراءات وقائية.
