ذات صلة

اخبار متفرقة

وزير الخارجية يصل إلى مصر ليترأس وفد المملكة المشارك في قمة شرم الشيخ

أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن...

البرتغال تعلن استبعاد لياو من لقاء المجر في تصفيات كأس العالم

قرار الاستبعاد وتقييم الحالة استُبعد رافائيل لياو من معسكر المنتخب...

“الوثائق والمحفوظات” تقدّر طرح الدكتور القرني وتبيّن جهودها في تأهيل الكفاءات

جهود المركز الوطني في تعزيز احترافية الوثائق وتدريب الكوادر ثمن...

إدمان الإنترنت: الهوس الخفي الذي يطال الكبار والصغار وطرق علاج فعّالة

تغيرت قواعد الاعتماد على الإنترنت في السنوات الأخيرة؛ قبل قليل لم يكن انقطاع الشبكة يعيق الحياة، أما الآن فالكثيرون يشعرون بارتباك شديد وكأن توازنهم العقلي قد انهار.

حين يتحول الإنترنت من نعمة إلى عبء

تكشف هذه الظاهرة عن تحول التكنولوجيا إلى جزء من التكوين النفسي والعاطفي للكثيرين، ما ينذر بخطر حقيقي يتمثل في الإدمان الرقمي الذي يتسلل بهدوء إلى الكبار والصغار على حد سواء.

يُعد غياب الاتصال الرقمي لدى كثيرين أزمة نفسية عميقة؛ فبمجرد انقطاع الشبكة يظهر شعور مفاجئ بالوحدة والعزلة، وتزداد مستويات القلق والتوتر إلى حد قد يصل لنوبات غضب، كما تحدث اضطرابات في الشهية والنوم ويشعر البعض بالانفصال عن الواقع والمجتمع، وتظهر أعراض انسحاب تشبه إدمانًا حقيقيًا مثل الحزن المفاجئ والعصبية وأحيانًا الاكتئاب. وتختلف شدة هذه الأعراض تبعًا لمدى اعتماد الشخص على الإنترنت كوسيلة رئيسية للتواصل أو الترفيه أو العمل.

الفئات الأكثر تأثرًا

تتراوح الفئات الأكثر عرضة للاضطراب بين من يعانون مسبقًا من مشكلات القلق أو الوسواس القهري، والأشخاص الذين يعتمدون على الإنترنت كمنفذ عاطفي أو ترفيهي وحيد، والشباب والمراهقين الذين ترتبط هويتهم الاجتماعية بعالمهم الرقمي، والعاملين في مجالات تعتمد كليًا على الاتصال المستمر بالشبكة.

كيف نخفف من هذا التعلق؟ خطوات عملية لاستعادة التوازن

ينصح الخبراء بتطبيق إجراءات عملية عند انقطاع الإنترنت أو عند الشعور بقلق مفرط، مثل تمارين التنفس العميق لتقليل التوتر، وتعزيز التواصل العائلي بالجلوس والتحدث وجهًا لوجه لإعادة الشعور بالانتماء، وإحياء العلاقات الواقعية بزيارة الأصدقاء والمشاركة في أنشطة اجتماعية، وإعادة تنظيم اليوم بكتابة المهام لخلق إحساس بالسيطرة، والانخراط في هوايات مؤجلة كالرياضة أو الطهي أو الرسم. وإذا استمرت الأعراض النفسية لأكثر من يومين أو أثرت على جودة الحياة، يُنصح بزيارة طبيب نفسي لتقييم الحالة.

في عالم الأطفال والمراهقين: الإنترنت يختطف العقول الصغيرة

يبدو أن الخطر الأكبر يكمن في أثر الاستخدام المفرط لدى الأطفال، حيث يؤدي إلى فقدان الإحساس بالوقت واضطرابات نوم حادة وانزواء اجتماعي ورغبة في العزلة وتدهور العناية الشخصية والصحة العامة، وقد تظهر أنماط سلوكية غير سوية مثل الكذب والعصبية والاندفاع، مع ظهور أعراض انسحاب جسدي ونفسي كالغضب الشديد عند سحب الأجهزة.

ويرتبط إدمان الإنترنت لدى الأطفال بعدة دوافع من بينها البحث الدائم عن الإثارة أو المعلومات الجديدة والتعلق بالألعاب الإلكترونية والاعتماد على “الشات” والعلاقات الافتراضية كبديل للعلاقات الواقعية. ويحذر المتخصصون من أن الإفراط قد يتطور إلى إدمان مرضي يصعب التخلص منه، ويفتح الباب لاضطرابات عاطفية مثل الاكتئاب والعزلة وتشوه في صورة الذات ونقص في الثقة بالنفس، وقد تظهر ميول عدوانية ناتجة عن تكرار مشاهد العنف في الألعاب.

ينبغي على الأهل فرض قيود زمنية واضحة على استخدام الإنترنت وإشراك الطفل في أنشطة بديلة مثل الرياضة أو الفنون ومراقبة نوع المحتوى وتعزيز التواصل الحقيقي بينهم، وعرض الطفل على مختص نفسي عند ظهور أعراض اضطرابية.

التكنولوجيا في موضعها الصحيح

الإنترنت ليس شرًا مطلقًا لكنه قد يصبح عبئًا إذا خرج عن السيطرة، لذا يجب إعادة صياغة علاقتنا به على أسس صحية تبدأ بالانضباط وتنتهي بالبدائل، فالتوازن الرقمي لم يعد خيارًا بل ضرورة لحياة عقلية ونفسية متزنة في عصر الشاشات.

spot_img
spot_imgspot_img

تابعونا على