اعلم أن الجوع إشارة طبيعية لحاجة الجسم للطاقة، ولكن أحيانًا تتعطل هذه الإشارة بسبب عوامل متنوعة مثل التوتر أو المرض أو الأدوية أو التغيرات الهرمونية أو حالات صحية كامنة، وفهم هذه الأسباب يساعد على تحديد المشكلة واتخاذ الإجراء المناسب.
التوتر أو الضغط
يزيد التوتر من إفراز الأدرينالين الذي يسرع نبض القلب ويبطئ الهضم فيكبح الشهية مؤقتًا، وإذا استمر التوتر يتحرر الكورتيزول الذي قد يسبب شهيات مفرطة لاحقًا نحو الأطعمة عالية السعرات والسكريات، مما يؤثر سلبًا على نمط الأكل مع الوقت.
نزلات البرد أو الأنفلونزا
عند الإصابة يفرز جهاز المناعة سيتوكينات تسبب التعب والألم وفقدان الرغبة في الطعام، ومع أن تناول أقل طبيعي، فإن وجبات صغيرة ومغذية مثل شوربة الدجاج أو المرق الدافئ تفيد في توفير الطاقة ودعم التعافي رغم انخفاض الشهية.
الحمل
تسبب المرحلة الأولى من الحمل غثيانًا وقيءً يعرفان بغثيان الصباح ما يقلل الشهية، لذلك تُنصح الحوامل بتناول وجبات صغيرة متكررة من أطعمة خفيفة وسهلة الهضم كالبسكويت والخبز المحمص والموز للسيطرة على الغثيان ومنع الصيام الطويل.
عدوى المعدة (بما في ذلك جرثومة المعدة)
تُحدث العدوى التهابًا في المعدة والأمعاء ويصاحبها غثيان وإسهال وتقلصات وفقدان شهية، ومع تحسن الأعراض تساعد أطعمة خفيفة مثل الأرز والموز والخبز المحمص وشرب السوائل على استعادة الطاقة ومنع الجفاف.
اضطرابات المعدة المزمنة
أمراض مثل متلازمة القولون العصبي أو التهاب الأمعاء وداء كرون قد تسبب انتفاخًا وألمًا وغثيانًا وإسهالًا فتربط الجسم تناول الطعام بعدم الراحة، ويتطلب الأمر تشخيصًا وعلاجًا وتعديلات غذائية لإدارة الأعراض واستعادة إشارات الجوع تدريجيًا.
فقر الدم
يؤدي نقص خلايا الدم الحمراء إلى قلة توصيل الأكسجين فيشعر المصاب بتعب وضعف وفقدان شهية، وقد يستعيد المريض طاقته وشهيته بعد معالجة فقر الدم بمكمّلات الحديد أو فيتامين ب12 أو بحسب سبب الحالة.
داء السكري
يمكن لارتفاع السكر غير المسيطر أن يضر الأعصاب ومنها العصب المبهم المسؤول عن حركة المعدة، فتبقى المعدة مليئة ويقل الشعور بالجوع في حالة تأخر إفراغ المعدة، ويحتاج الأمر ضبطًا للسكر وتغييرات غذائية وأحيانًا أدوية أو تدخلات طبية.
قصور الغدة الدرقية
عندما تنتج الغدة الدرقية هرمونات أقل ينخفض التمثيل الغذائي وينخفض استهلاك الطاقة فتضعف الشهية وقد يزداد الوزن نتيجة بطء حرق السعرات، وعلاج القصور بهرمون بديل يساعد على استعادة الأيض والشهية.
الصداع النصفي
يقلل الصداع النصفي الشديد الشهية بسبب الألم والغثيان والقيء، وقد يستمر فقدان الشهية ليوم أو يومين بعد النوبة، ويساعد العلاج المناسب وشرب السوائل على تقليل تأثيره على عادات الأكل.
الاكتئاب
يؤثر الاكتئاب على كيمياء الدماغ والهرمونات فتقمع الشهية عند بعض المرضى بينما تزيدها عند آخرين، وإذا صاحب فقدان الشهية تغير في المزاج فمن المهم طلب الدعم الطبي النفسي والطبي.
ارتجاج المخ
يؤدي الارتجاج إلى صداع ودوخة وغثيان وضعف حاسة الشم كلها عوامل تقلل الشهية، ويتطلب الأمر تقييمًا طبّيًا للراحة والعلاج المناسب وشرب السوائل وتناول الطعام تدريجيًا لمنع المضاعفات.
