اتهم رئيس لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية أندرو فيرغسون خدمة جيميل التابعة لجوجل بتصفية الرسائل السياسية الصادرة من الجمهوريين بشكل غير عادل، بينما سمحت بمرور رسائل مماثلة من الحزب الديمقراطي، في رسالة موجهة إلى سوندار بيتشاي.
وأشار فيرغسون في رسالته إلى تقارير تفيد بأن مرشحات البريد العشوائي في جيميل تمنع وصول رسائل واردة من مرسلين جمهوريين بشكل روتيني، لكنها تفشل في حجب رسائل مماثلة يرسلها ديمقراطيون.
أصدرت لجنة التجارة الفيدرالية الرسالة تحذيرًا يوم الخميس مفادُه أنه إذا لم تكن ممارسات تصفية جيميل متوافقة مع معايير حماية المستهلك فقد تُفتح تحقيقات رسمية، وأضاف فيرغسون أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى تحقيق من قِبل اللجنة وإجراءات إنفاذ محتملة.
نفت جوجل الادعاء فورًا، وقال متحدث باسمها إن جيميل يطبق معايير متطابقة على المحتوى السياسي، وأن فلاتر البريد العشوائي تفحص إشارات موضوعية مثل قيام المستخدمين ووكالات الإرسال بسلوكيات تدل على البريد المزعج، وتطبق هذه المعايير على جميع المرسلين بغض النظر عن أيديولوجيتهم، مضيفًا أن الشركة ستراجع خطاب اللجنة وتتواصل معها بشكل بنّاء.
لم تكن هذه أولى الادعاءات؛ فالجمهوريون طويلاً يتهمون منصات وادي السيليكون بتهميش الأصوات المحافظة، وادعت شكاوى خلال مواسم الانتخابات أن رسائل جمع التبرعات والترويج وُضعت في مجلدات البريد العشوائي، ورفعت اللجنة الوطنية الجمهورية دعوى ضد جوجل زاعمة تهميشًا متعمدًا لكنه رُفض من قِبل قاضٍ لعدم وجود دليل على تحيز متعمد.
في الأشهر الأخيرة سعت بعض شركات التكنولوجيا إلى تحسين العلاقات مع شخصيات جمهورية، بما في ذلك الرئيس دونالد ترامب الذي تولى منصبه في يناير.
على الرغم من أن رسالة لجنة التجارة لم تُطلق تحقيقًا رسميًا بعد، فإنها تُعد تصعيدًا في التدقيق على نظام تصفية البريد الإلكتروني في جيميل، وإذا قررت اللجنة أن المستخدمين يتعرضون لتضليل أو معاملة غير عادلة قد تواجه جوجل إجراءات تنفيذية، بينما تُصر الشركة حاليًا على أن خوارزمياتها تستند إلى سلوك المستخدمين لا إلى السياسة، مع بقاء مجلد البريد العشوائي نقطة اشتعال محتملة في الجدل الأمريكي حول حرية التعبير والعدالة السياسية الرقمية.



