تمكن فريق بحثي من جامعة ستانفورد من ترجمة “الأفكار الصامتة” داخل الدماغ، أو ما يعرف بالكلام الداخلي، إلى كلمات مفهومة عبر واجهات دماغ-حاسوب مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدقة وصلت إلى نحو 74%.
نُشرت الدراسة في مجلة Cell منتصف أغسطس، واعتمدت على تسجيل النشاط العصبي لأربعة مشاركين يعانون شللاً حاداً، حيث طُلب منهم محاولة نطق كلمات أو مجرد تخيلها دون تحريك العضلات.
أظهرت النتائج أن الكلام الداخلي ومحاولات النطق تنشطان مناطق متداخلة في الدماغ، ما مكّن أنظمة الذكاء الاصطناعي من فك هذه الأنماط وتحويلها إلى كلمات مكتوبة. وتقول الباحثة إيرين كونز: “هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من فهم شكل النشاط الدماغي عند مجرد التفكير في الكلام. وإذا استطعنا تطوير هذه التقنية، قد يصبح بإمكان الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الكلام التواصل بسهولة وطبيعية أكبر.”
آلية العمل
تعمل واجهات الدماغ والحاسوب بواسطة أقطاب دقيقة تُزرع في القشرة الحركية المسؤولة عن النطق، فتلتقط الإشارات العصبية وتحولها إلى نصوص. وقد أظهرت محاولات سابقة نتائج جيدة لكنها كانت مرهقة وبطيئة بالنسبة للأشخاص ذوي الضعف العضلي الشديد، بينما أثبتت التجربة الجديدة إمكانية الاعتماد على مجرد التفكير بالكلمات دون تحريك أي عضلات، مما قد يتيح تواصلاً أسرع وأكثر راحة.
كلمة سر للتحكم
ابتكر الفريق وسيلة أمان تعمل بكلمة سر ذهنية لتفعيل أو تعطيل النظام، وخلال التجارب استطاع المشاركون تشغيل واجهة الدماغ بمجرد التفكير في العبارة “Chitty Chitty Bang Bang”، وتمكن النظام من التعرف عليها بنسبة تجاوزت 98%.
مستقبل واعد
رغم أن التقنية لا تزال بحاجة إلى تطوير، لا سيما لتعزيز الإشارات الضعيفة للكلام الداخلي وتقليل نسبة الخطأ، يظل الباحثون متفائلين. ويقول العالم فرانك ويليت، المشارك في الدراسة: “مستقبل واجهات الدماغ والحاسوب مشرق، هذا العمل يمنحنا أملاً حقيقياً في أن يتمكن الأشخاص يومًا ما من استعادة قدرتهم على التواصل بسلاسة تماثل المحادثات الطبيعية”.



