Home السعودية اليوم كبار فقهاء الأمة يلتقون في ماليزيا تحت مظلّة المجمع الفقهي

كبار فقهاء الأمة يلتقون في ماليزيا تحت مظلّة المجمع الفقهي

0
كبار فقهاء الأمة يلتقون في ماليزيا تحت مظلّة المجمع الفقهي

دشّن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في كوالالمبور أعمال ملتقى الفقهاء الأول بعنوان «تدريس الفقه الإسلامي وتكوين الفقيه: معالم وضوابط»، الذي نظّمه المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي تحت رعاية رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، وشارك فيه عدد من كبار مفتي وفقهاء العالم ودول الأقليات، ومن بينهم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ومفتي الولايات الفيدرالية الماليزية الشيخ أحمد فواز فاضل، كما شارك في الجلسات وحضر الملتقى أفراد هيئة كبار العلماء من المملكة.

ألقى الأمين العام لهيئة كبار العلماء وعضو المجمع الفقهي ورئيس اللجنة العلمية بالمجمع الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد كلمة نيابةً عن مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أوضح فيها أن الفقه علم دقيق ومتخصّص، وأن المكتبة الإسلامية اليوم غنية بإنتاج فقهي لا يضاهى.

أعرب المفتي العام عن أمله في أن يخرج الملتقى بدراسات وتوصيات تهدف إلى تقريب هذا الكمّ الكبير من المحتوى الفقهي لطلبة الفقه ودراسة مناهج تدريس الفقه في جامعات العالم الإسلامي ووقوفها على قدرتها على تخريج فقيه قادر على البحث والنظر ومعالجة المسائل والنوازل.

شكر المتحدث المجمع الفقهي الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، مؤكداً أن هذه الرابطة قدمتها المملكة للعالم الإسلامي لتعزيز جمع الكلمة وترسيخ روابط المحبة ومواجهة النوازل الفقهية المعاصرة بنظر علمي رصين عبر المجمع.

رحّب العيسى بالحضور وأكد أن الفقه الإسلامي كان دائماً المرجع الشرعي في الأحكام الفرعية العملية، وأن فقهاء الأمّة الكبار أسهموا في توطيد وحدة الأمة عبر تعميق صلات العلم بين المدارس الفقهية برحابة صدر ونيّة صادقة، مشيراً إلى أن التعدد المذهبي كان مصدراً للإثراء العلمي ودليلاً على سعة ومرونة الشريعة في انسجامها مع اختلاف الزمان والمكان.

حذّر العيسى من من يضيقون بهذا التنوع العلمي ومن من حفظوا متون النصوص دون استيعاب معانيها وآدابها، وبيّن أن الاجتهادات المختلفة لبنات في بناء علمي واحد يستلزم استيعاب الاجتهادات وبناء الجسور بين المذاهب بالتداول والاحترام المتبادل.

أكّد الشيخ صالح بن حميد أن الفقه ليس أحكاماً جامدة بل علم حي يتطوّر مع الزمن مستمداً من الكتاب والسنة ومراعياً للواقع مع المحافظة على الثوابت، وأن تطوير الدرس الفقهي يتطلب تقريب سلم الاجتهاد في أدواته ومعاييره والاستفادة من مصادر الفقه واجتهادات الفقهاء القدامى والمعاصرين وفهم لغة ومصطلحات الفقه لتمكين إدراك الأصول والفروع والتعامل مع المستجدات دون الإخلال بأصول الشريعة.

أشار المتحدث إلى أن تكوين الفقيه يحتاج إلى بناء شخصية علمية متوازنة تجمع بين العمق الشرعي والوعي المعاصر، مستندة إلى العودة إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة والإجماع والقياس ومراعاة مقاصد الشريعة ومقاصد المكلفين.

أكد مفتي ماليزيا الشيخ فواز فاضل أهمية الاجتهاد الجماعي في ظل المستجدات والتطورات التكنولوجية والاجتماعية التي أفرزت مسائل شرعية جديدة، داعياً إلى آليات دقيقة ومنهجية لضمان استنباط أحكام تتوافق مع مقاصد الشريعة وتحفظ مصالح الأمة.

ناقش الملتقى مسائل مستجدة في تدريس مادة الفقه الإسلامي واستعرض معالم وضوابط محورية في تكوين الفقيه المعاصر، وانتهت أعماله إلى بيان ختامي أشاد بما تقدمه المجامع الفقهية من نموذج عصري في تنظيم الإجماع الفقهي وضبط مسار الاجتهاد الجماعي وإسناده إلى نخبة من العلماء المتمكنين.

أصدر الملتقى توصيات تهدف إلى ضبط وتطوير مسار الدرس الفقهي وتكوين الفقيه ومواجهة التحديات الفقهية المعاصرة، وشكر المشاركون رئاسة الوزراء الماليزية على رعايتها واللجنة المنظمة، ودعوا إلى تحويل هذا اللقاء إلى مناسبة دورية في دول إسلامية مختلفة لتعميق أواصر العلاقة بين فقهاء المسلمين وتسهيل تباحثهم في الشؤون الشرعية والعلمية.

spot_img

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here