مارس الرياضة باعتدال لأنّها لم تعد وسيلة للترفيه أو للحفاظ على الشكل فقط، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من نمط الحياة الصحي، ومع ذلك يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت التمارين الشديدة أو المتكررة تؤثر مباشرة على خصوبة النساء والرجال.
الفوائد الإيجابية للرياضة على الخصوبة
تحسّن الرياضة المعتدلة الدورة الدموية مما يعزّز تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وتقلّل المستويات العالية من التوتر المرتبطة بتأخر الحمل، كما تساعد على الحفاظ على وزن صحي وهو عامل مهم لتوازن الهرمونات. إضافةً إلى ذلك، تزيد التمارين من إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يحسّن الصحة النفسية، وتُظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا معتدلًا بانتظام يتمتعون بصحة إنجابية أفضل من غير النشطين.
متى تتحول الرياضة إلى عبء على الخصوبة؟
قد يقود الإفراط في التمارين إلى نتائج عكسية، ففي النساء يؤدي انخفاض نسبة الدهون في الجسم نتيجة التدريب الشاق إلى اضطرابات في الدورة الشهرية أو توقفها تمامًا، مما يعيق الإباضة وفرص الحمل، وأظهرت بعض الدراسات أن نسبة ملحوظة من النساء صغيرات السن اللاتي يتدربن حتى الإرهاق يواجهن صعوبات في الإنجاب. أما عند الرجال فقد تقلل الرياضات التي تتطلب ملابس ضيقة أو ممارسات طويلة مثل ركوب الدراجات أكثر من 20 ساعة أسبوعيًا من جودة الحيوانات المنوية نتيجة ارتفاع حرارة الخصيتين، ويؤدي الاعتماد على المنشطات في كمال الأجسام إلى خلل هرموني قد يصل إلى العقم.
الرياضات التي قد تؤثر سلبًا عند الإفراط
قد تشكّل بعض الأنشطة خطرًا عند ممارستها بإفراط، مثل الجري لمسافات طويلة والجمباز الاحترافي ورقص الباليه المكثف والسباحة التنافسية، لأنّها تتطلب جهدًا عاليًا ونظامًا غذائيًا صارمًا قد يفقد الجسم الدهون الضرورية للتوازن الهرموني.
التوازن هو الحل
يبقى الاعتدال هو المبدأ الأساسي، فيستفيد الجسم من النشاط البدني إذا مارسه الشخص بذكاء عبر تحديد وقت مناسب للتمارين لتجنّب الإجهاد، واختيار أنشطة متنوعة مثل المشي واليوغا أو السباحة الترفيهية، مع الحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي متوازن يغطي الاحتياجات اليومية. الحفاظ على صحة جسدية ونفسية وتوازن هرموني يتطلب راحة بقدر ما يتطلب حركة، وبذلك يمكن لأي رجل أو امرأة الاستمتاع بمزايا النشاط البدني مع تقليل مخاطره على الخصوبة.
