كشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن التهديد بالطلاق أو الحرمان من الأبناء أو العزل القسري أو التحكم المفرط في حرية أحد الزوجين أو تقييد تحركاته إضافة إلى الإهانات اللفظية المتكررة والسب والشتم تندرج جميعها ضمن صور الإيذاء النفسي والمعنوي.
يتعامل مركز بلاغات العنف الأسري مع هذه الحالات بدءاً بالتقييم الأولي وتصنيف درجة الخطورة ثم الإحالة إلى مراكز الحماية الأسرية، ويجري التدخل الفوري في الحالات الحرجة بالتنسيق مع الجهات الأمنية، كما يوفر المركز الإيواء عند الحاجة ويسهم في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وخطط السلامة إلى جانب برامج تأهيلية ووقائية مثل «تعافي الأطفال» و«الحفاظ على الأسرة» و«التواصل السليم».
أوضح أستاذ علم اجتماع الجريمة المشارك بجامعة الملك سعود د. حميد خليل الشايجي أن كثيرين يجهلون ماهية العنف الأسري لأن التركيز ينصب عادة على العنف الجسدي الظاهر، بينما العنف النفسي واللفظي يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية ويشمل صوراً مثل الحرمان العاطفي والتحكم والتهديد ومنع الخروج والصراخ والإهانات المتكررة، ودعا إلى تثقيف الأزواج بكل أشكال العنف وآثاره على استقرار الأسرة والمجتمع.
ذكرت الأستاذة المشاركة بجامعة الملك سعود الدكتورة هند خالد الدعجاني أن نظام الحماية من الإيذاء في المملكة يقر بأن العنف لا يقتصر على الضرب بل يشمل الإيذاء النفسي والمالي والإهمال والتهديد والاستغلال، وأن خطورته تكمن في تأثيره العميق على ثقة الزوجين واستقرار الأسرة، مع انعكاسات سلبية على الأبناء قد تظهر بالعدوانية أو الانسحاب الاجتماعي، مؤكدة أن الاعتراف بهذه الممارسات كعنف أسري يرفع الوعي ويعزز ثقافة الاحترام والحوار داخل الأسرة للحفاظ على تماسكها.
