شهدت موجات الحر ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة ولم تعد مجرد حرارة الصيف المعتادة، بل تحولت إلى تهديد حقيقي للصحة العامة، مع زيادة ملحوظة في الوفيات المرتبطة بالحرارة بين من تجاوزوا الخامسة والستين خلال العقدين الماضيين.
لماذا يصبح كبار السن أكثر عرضة للخطر؟
تتراجع قدرة الجسم مع التقدم في العمر على التعامل مع الحرارة بسبب تغيرات في الدورة الدموية تقلل تدفق الدم إلى الجلد فتضعف التبريد، وتراجع في عمل الغدد العرقية يقلل من إفراز العرق، كما أن الشعور بالعطش ينخفض لدى كثيرين وتضعف كفاءة الكلى مما يزيد خطر الجفاف وفقدان الأملاح، إضافة إلى أن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والرئة والكلى تقلل قدرة الجسم على التكيّف مع الإجهاد الحراري.
علامات مبكرة تستدعي الانتباه
تبدأ المضاعفات أحيانًا بأعراض بسيطة لكنها قد تتطور بسرعة، فراجع حالته عند ظهور دوار أو فقدان توازن، شعور بضعف عام أو تعب غير مبرر، تسارع أو خفقان في ضربات القلب، صعوبة في التركيز أو ارتباك ذهني، أو ألم في الصدر وصعوبة في التنفس التي تعد إشارات خطيرة وتستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.
إسعاف أولي عند ظهور الأعراض
انقل المصاب إلى مكان بارد أو مظلل بعيدًا عن الشمس المباشرة، وابدأ بتبريده بوضع مناشف مبللة أو كمادات باردة على الرقبة والصدر، وحثه على شرب الماء ببطء لتعويض السوائل، وإذا استمرت الأعراض أو ظهرت علامات شديدة فاطلب الرعاية الطبية فورًا.
طرق الوقاية خلال موجات الحر
ابقَ في أماكن مكيفة وابتعد عن الخروج في أوقات الذروة، واشرب الماء بانتظام حتى لو لم تشعر بالعطش، ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة من القطن، استعمل مراوح أو استحم بماء بارد لتسريع التبريد، قلل الأنشطة البدنية المجهدة أثناء ساعات الحر الشديد، وتحقق باستمرار من أحوال كبار السن الذين يعيشون وحدهم وتأكد من توفر وسائل التبريد لديهم.
