أظهرت دراسة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا أن الاستماع إلى الموسيقى بعد تجربة يجعلها أكثر رسوخًا في الذاكرة حين تكون هناك استجابة عاطفية أثناء الاستماع، وأن هناك مستوىً مثاليًا من الإثارة العاطفية يساعد على تذكر التفاصيل بينما الإفراط أو القِلّة يضعفان ذلك.
هدف البحث وأهمية الموسيقى
سعى العلماء إلى كشف العلاقة بين الموسيقى والعواطف والذاكرة بهدف تحسين التعلم ومعالجة مشكلات الذاكرة مثل مرض الزهايمر واضطراب ما بعد الصدمة، ورأوا أن الموسيقى قد تكون أداة علاجية غير جراحية وممتعة.
تفاصيل الدراسة
شاهد المتطوعون حوالي مئة صورة لأشياء منزلية عادية ثم استمعوا لعشر دقائق من موسيقى كلاسيكية، وبعد أن خفت مستويات الإثارة العاطفية إلى حدٍّ منخفض أتموا اختبارات ذاكرة. تضمنت اختبارات الذاكرة صورًا مطابقة لتلك التي شاهدوها أو صورًا شبيهة لكنها مختلفة قليلًا أو صورًا جديدة، وطُلب منهم تحديد ما إذا كانت الصورة مطابقة أو جديدة أو مختلفة، كما أجابوا عن استبيان يقيس مدى إلمامهم بالموسيقى ومشاعرهم أثناء الاستماع.
نتائج الدراسة
عموماً لم تحسّن الموسيقى ذاكرة الجميع للأشياء، لكن بعض المشاركين شهدوا تحسناً واضحًا، خصوصًا في تمييز الصور الشبيهة غير المطابقة تمامًا. وأظهر التحليل أن هؤلاء الأشخاص اختبروا مستوىً معتدلاً من الإثارة العاطفية عند الاستماع سواء كانت الموسيقى مبهجة أو كئيبة، مألوفة أو غير مألوفة، بينما الذين شعروا بمشاعر قوية جدًا أو ضعيفة جدًا كانت ذاكرتهم أكثر ضبابية للتفاصيل لكن أفضل في تذكر جوهر المشهد.
تشير النتائج إلى أن الاستماع للموسيقى مباشرة بعد تجربة ما قد يغير ما نتذكره؛ فمستوى الإثارة المعتدل قد يساعد على تذكر التفاصيل المفيدة (مثل ما تحتاجه لاختبار)، بينما الاستماع لموسيقى تثير حماسًا عاطفيًا شديدًا فورًا بعد التجربة قد يؤدي إلى نتيجة عكسية.
