تجتمع الناس في المقاهي قديماً حول راوٍ بصوت عذب يعزف على آلة الربابة ليحكي الحكايات الشعبية كأنها موسيقى تصويرية لها.
اختفى هذا المشهد مع ظهور التلفزيون والراديو ووسائل الترفيه الحديثة، وبقت آلة الربابة من التراث الشعبى التي يحافظ عليها عدد قليل من الفنانين منهم صفا الهلالي.
المغنية صفا الهلالي
ولدت صفا الهلالي في سوهاج وتخرجت في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية كما التحقت بالمعهد العالي للموسيقى العربية بالأكاديمية الفنية. بدأت الغناء منذ طفولتها وتعلمت العزف على آلة الربابة قبل ست سنوات، واخترت هذه الآلة لأنها مرتبطة بالوجدان الشعبي والتراث المصري وتربت على سماعها، وتقدمها بلمسة نسائية وصوت مختلف.
تحرص صفا على ارتداء فساتين أو جلابيب مستوحاة من الطراز الصعيدي مع إكسسوارات تراثية أثناء حفلاتها، وتقدم على الربابة ألواناً متنوعة من الطرب الأصيل وأغانٍ من زمن الجميل والفلكلور المصري. جمهورها متنوع من مصريين وعرب وأجانب الذين يجدون عروضها تجربة مميزة ويحبون الفن الشعبي.
التحقت صفا بالمعهد الموسيقي لفهم النظرية الموسيقية وتعلمت هناك البيانو والعود، بينما علّمها الفنان والعازف حسين درويش تقنية قوس العزف. كما اكتسبت كثيراً بالملاحظة والاحتكاك مع الفرق الشعبية: كانت تسمع، تقلد، تحفظ الجمل الموسيقية، تراقب حركة الأصابع حتى أتقنت العزف على الربابة.
تعتبر صفا فاطمة سرحان ومصطفى اليمني (أو محمد اليمني) مثالين يحتذى بهما لأنها تعلمت منهما الصدق في تقديم الفن، وتستعير من جابر أبو حسين ومحمد اليمني فهماً أعمق لإحساس المقام وطرق الأداء على الربابة.
تحلم صفا بإقامة مشروع موسيقي يمزج بين الأصالة والمعاصرة ليصل صوت الربابة إلى العالم.



