يتكوَّن حمض اليوريك عندما تتحلّل مركبات البيورينات في الجسم، وهي موجودة بكثرة في أطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية. يذوب حمض اليوريك عادةً في الدم ويُفرَز عبر الكليتين مع البول، ولكن إذا ارتفعت مستوياته كثيرًا تحدث حالة تسمى فرط حمض اليوريك في الدم، وتؤدي هذه الحالة إلى مشاكل مثل النقرس وحصوات الكلى وقد ترتبط أيضًا بأمراض القلب.
مخاطر ارتفاع حمض اليوريك
تبيّن أن ارتفاع حمض اليوريك لا يقتصر أثره على المفاصل فقط، بل يرتبط بصحة القلب والأوعية الدموية؛ فقد أظهرت دراسة عام 2023 على 10486 مريضًا مصابين بمرض الشريان التاجي أن وجود مستويات مرتفعة من حمض اليوريك ارتبط بنتائج أسوأ قد تصل إلى احتشاء عضلة القلب والوفاة. ويساهم حمض اليوريك المرتفع في زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وهذان العاملان يعززان تراكم اللويحات داخل الشرايين (تصلب الشرايين) ما يزيد خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أن ارتفاع حمض اليوريك يضر بطانة الأوعية الدموية ويقلل إنتاج أكسيد النيتريك المسؤول عن مرونة الشرايين، وبالتالي قد يؤدي إلى تضييق الشرايين وتصلبها وارتفاع ضغط الدم المزمن، ما يجعل الأشخاص ذوي فرط حمض اليوريك أكثر عرضة للإصابة المبكرة بارتفاع الضغط. وأشارت دراسة سابقة إلى أن كل زيادة بواقع 1 ملغ/ديسيلتر في حمض اليوريك قد رفعت خطر الوفاة بنسبة تقارب 26% لدى المرضى المعرضين لمخاطر قلبية بعد تعديل عوامل متعددة.
كيفية خفض مستويات حمض اليوريك وحماية القلب
يمكن خفض مستويات حمض اليوريك عبر تغييرات في نمط الحياة مثل شرب كميات كافية من الماء، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والبقوليات كالعدس والبازلاء والفاصوليا، والحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين بانتظام. وفي الحالات الشديدة يصف الأطباء أدوية خافضة لحمض اليوريك مثل الألوبيورينول. وتعد المتابعة الطبية والفحوص الدورية لقياس مستوى حمض اليوريك إنذارًا مبكرًا للوقاية من مضاعفات طويلة الأمد بما في ذلك أمراض القلب، لذا لا يجب إهمال العلاج أو تغيير نمط الحياة عند تشخيص فرط حمض اليوريك.
