أشارت دراسات من جامعتَي ييل وبوسطن إلى أن السجائر الإلكترونية المصنفة “شفافة” والخالية ظاهريًا من النكهات تسبّب زيادات حادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب أكثر من المنتجات ذات النكهة، وأن هذه السوائل تحتوي على عوامل تبريد اصطناعية إلى جانب المنثول ونكهات أخرى.
أوضحت تقارير طبية أن النكهات تجذب الشباب والبالغين، وأن السياسات التنظيمية التي تقيد الوصول إلى السجائر الإلكترونية المنكهة تُعد جزءًا من استراتيجية الحد من استخدامها بين الشباب. على سبيل المثال، حظرت ولاية ماساتشوستس في يونيو 2020 مبيعات جميع منتجات التبغ المنكهة بما في ذلك المنثول، وعرّف القانون النكهة المميزة بأنها أي طعم أو رائحة مميزة غير التبغ مثل المنثول والنعناع والأعشاب والتوابل.
بسبب هذه القيود ظهر مصطلح “clear” على بعض السجائر الإلكترونية رغم عدم وجود تعريف تنظيمي واضح لها، وسجلت مراكز السيطرة على الأمراض مبيعات لمنتجات أحادية الاستخدام مصنفة “clear/other cooling” في ماساتشوستس بعد الحظر. تحتوي هذه المنتجات الشفافة على مبردات صناعية مثل WS-3 و WS-23 التي تنشّط مستقبلات التبريد TRPM8 نفسها التي ينشّطها المنثول لكنها تفتقر إلى رائحة النعناع، وقد وُجدت سابقًا في منتجات وُصفت بأنها “جليدية”.
تفاصيل الدراسة
نُشرت الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية وقيّم الباحثون التأثيرات الديناميكية الدموية الحادة والتركيب الكيميائي للمنتجات الشفافة. تم تقييم مشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا في بوسطن بين أبريل 2019 ومايو 2023، وشملت الدراسة نحو 207 مشاركًا بين مستخدمين معتمدين وغير معتمدين، وجميع السجائر الإلكترونية المستخدمة كانت أجهزة للاستخدام مرة واحدة. صام المشاركون عن الطعام والكافيين لمدة ثماني ساعات وامتنعوا عن التدخين وممارسة الرياضة لمدة ست ساعات قبل الزيارة الصباحية، وخضع المستخدمون لجلسة تعرض منظم حيث سحبوا جرعة واحدة لمدة 3–4 ثوانٍ كل 30 ثانية على مدار 10 دقائق حسب التحمل، بينما شارك غير المستخدمين في التنفس عبر ماصة.
النتائج والاستنتاجات
أدى استخدام السجائر الإلكترونية المصنفة “شفافة” إلى زيادات أكبر في ضغط الدم الانقباضي والضغط الانبساطي ومتوسط ضغط الدم الشرياني ومعدل ضربات القلب مقارنة باستخدام السجائر الإلكترونية غير الشفافة أو بعدم الاستخدام. وفي النماذج متعددة المتغيرات بين مستخدمي السجائر الإلكترونية ظلت الزيادات في ضغط الدم أعلى لدى مستخدمي النكهات “الشفافة” مقارنة بمستخدمي النكهات غير الشفافة، مع أهمية حدودية لمعدل ضربات القلب.
خلص الباحثون إلى أن وجود مبردات اصطناعية إلى جانب النكهات التقليدية في المنتجات الشفافة يقوّض فعالية حظر النكهات، وأن احتمال حدوث تأثيرات أكثر وضوحًا يتطلب مزيدًا من الدراسة. ورأى الباحثون أن هناك مصلحة عامة في مراقبة المنتجات الجديدة واستخدامات المواد الكيميائية وأخذ المبردات الاصطناعية بعين الاعتبار في التنظيم لتعظيم تأثير حظر النكهات وحماية المراهقين والشباب.
