تتبع القطط معايير خاصة ودقيقة لتحديد من يكون الأقرب إلى قلبها، فليست اختياراتها أموراً عشوائية أو مجرد مقابل للطعام، بل تبني تفضيلاتها على أسس واضحة تقارب أسلوب البشر في اختيار من يثقون به.
تحتفظ القطة في ذاكرتها بمؤشرات إيجابية وسلبية؛ فالتجارب المتكررة من رعاية وهدوء واحترام للمساحة تذهب بها نحو التقرب، بينما تؤدي المعاملة الخشنة أو الضوضاء والملاحقة إلى النفور وتجنب الشخص.
الرعاية المستمرة والعناية الثابتة
تفضل القطة من يهتم بها بانتظام من حيث المواعيد والنظافة وتوفير احتياجاتها، وليس فقط الطعام بل أيضاً تقديم مأكولات محببة أو مكافآت صغيرة؛ فالروتين والاهتمام المتسق يبنيان لدى القطة شعوراً بالأمان والتقدير ويقربان الشخص إلى قلبها.
احترام الحدود والمساحة الشخصية
تحب القطة من يمنحها الحرية في الاقتراب أو الابتعاد بحسب مزاجها، فالإصرار على الاحتضان أو المطاردة يدفعها للابتعاد، أما من يدرك أن المبادرة يجب أن تأتي منها ويحترم رغبتها في الخصوصية فتكسبه ثقتها بسهولة أكبر.
فهم لغة الجسد وإشارات التواصل
تعتمد القطط على إشارات صامتة مثل حركة الذيل ووضعية الأذنين وطريقة النظر أو الوميض البطيء، والشخص القادر على قراءة هذه الإشارات والتجاوب معها يبني رابطة قوية مع القطة لأن فهم رسائلها غير المنطوقة يمنحها راحة واطمئناناً واضحين.
الهدوء واللطف في الحضور
تنجذب القطط إلى الحضور الهادئ واللطيف خاصة إذا كانت قد مرت بمواقف صعبة سابقاً، فالصوت المنخفض والحركة الهادئة يمنحانها الوقت للتعوّد والتحول تدريجياً إلى شعور عميق بالأمان يجعلها تلجأ إلى ذلك الشخص عند الحاجة.
