تحملت فتحية سعيد الألم والكيميائي والعمليات والسهر والخوف ولم تفقد الأمل عندما أصيب ابنها محمود بسرطان العظام فأدى المرض إلى بتر ساقه، ومع دعمها وتشجيعها تحول إلى فارس يركب الخيل بساق واحدة.
أنجبت فتحية توأمين، محمود ومحمد، بعد عشر سنوات من الانتظار وعبر عمليات أطفال الأنابيب، وتعرضت لعقبات كثيرة بدأت بإصابة محمود بسرطان العظام وهو في سن الخامسة. بعد تشخيص الأطباء اضطروا لإجراء حوالى خمسين عملية حتى تم البتر.
عانى محمود بعد العملية من فقدان الحركة والدخول في اكتئاب واضطر للجلوس على كرسي متحرك، لكن فتحية وقفت بجانبه وكانت سندًا له. بعد البتر واجه تنمراً وكلمات مؤلمة فواستته وصبرت وقررت أن تبحث له عن باب جديد ليثبت نفسه فدخل عالم الفروسية وتدرب بجد.
التحديات والإنجازات
تدرب محمود وحقق إنجازات بارزة في الفروسية، منها المركز الأول على مستوى الجمهورية والمركز الثاني أفريقياً في الدريساج، إضافة إلى جوائز أخرى. تحلم فتحية بأن يمثل محمود مصر في البارالمبياد وتعتبر هذا تعويضاً عن كل لحظات الألم التي مرت بها أسرة.
لم يقتصر الألم على محمود، فقد اكتشفوا أيضاً أن محمد يعاني من كهرباء على المخ ويستكمل علاجَه، كما أصيب زوجها بسرطان في الغدد وعاد المرض إليه بعد الشفاء الأولي، وفاتحة تكرس حياتها لرعايتهم والدعم المستمر للعائلة.
يبلغان محمود ومحمد الآن ستة عشر عاماً وهما في الصف الثالث الإعدادي، وحصل محمود على نسبة 95٪ بينما حصل محمد على 74٪.
نصحت فتحية أمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأن يكونن راضيات، لأن الرضا هو أساس كل شيء، وأن أي شيء من عند الله خير.



