أظهرت دراستان سريريتان جديدتان أن استبدال الكربوهيدرات مثل الخبز بالمانجو يمكن أن يحسّن مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يتعارض مع الحكمة الغذائية التقليدية.
نتائج التجارب السريرية
استبدلت التجارب خبز الإفطار بالمانجو ومراقبة استجابات السكر لدى المشاركين، وقيست الاستجابة السكرية (كيفية تأثير الطعام على مستوى الجلوكوز في الدم بعد تناوله). في تجربة شملت 95 مشاركًا، أنتجت ثلاث أصناف هندية من المانجو (Safeda وDaseri وLangra) استجابات سكرية مشابهة أو أقل من الخبز الأبيض خلال ساعتين من الاختبار.
أظهرت المراقبة المستمرة على مدى ثلاثة أيام أن تقلبات السكر بعد الوجبات كانت أصغر بشكل ملحوظ عندما تم استبدال الخبز بالمانجو. وعزّزت تجربة أخرى استمرت أسبوعًا هذه النتائج، حيث وجد الباحثون أن 35 بالغًا مصابين بمرض السكري من النوع الثاني الذين استبدلوا الخبز بكمية 250 جرامًا من المانجو أظهروا تحسنًا في مقاومة الأنسولين، ومستوى الجلوكوز الصائم، وخسارة في الوزن ومحيط الخصر، بالإضافة إلى نتائج إيجابية أخرى.
قالت الدكتورة سوغاندا كيها، مؤلفة الدراسات، إن الاستهلاك المنتظم للمانجو ضمن نظم غذائية موصوفة ليس ضارًا بمستوى الجلوكوز في الدم وقد يكون مفيدًا، بينما حذّر البروفيسور أنوب ميسرا، الباحث الرئيسي، من أن المفتاح هو الاعتدال والإشراف السريري وليس ترخيصًا لولائم المانجو غير المحدودة.
السياق الثقافي والنصائح العملية
يُطرح سؤال تناول المانجو كثيرًا في الهند، حيث تعد المانجو جزءًا مهمًا من الثقافة اليومية والدبلوماسية ويُزرع أكثر من ألف نوع فيها. هناك مفاهيم خاطئة متباينة: يعتقد بعض الناس أنه يجب تجنب المانجو تمامًا، بينما يظن آخرون أنها قد “تعكس” مرض السكري؛ أما التوصية العملية فهي التعامل معها كجزء من الحصص الحرارية اليومية.
كمثال عملي، تحتوي ثمرة مانجو وزنها 250 جرامًا تقريبًا على نحو 180 سعرًا حراريًا، وإذا كان الحد اليومي للسعرات 1600 فهذه السعرات تُحتسب ضمن المجموع ولا تُضاف إليه. ونصحت الدراسة باستبدال كمية مماثلة من الكربوهيدرات بالمانجو للحصول على النتائج نفسها.



