اكتشف باحثون أن بعض كبار السن يمتلكون خلايا مناعية خاصة تجعل جهازهم المناعي يبدو أصغر بكثير من عمرهم الفعلي، ما يمنحهم قدرة أكبر على مقاومة الأمراض والحفاظ على قوة العضلات.
نقلت تقارير عن دراسة أُجريت في مايو كلينك متابعة لأكثر من مئة شخص فوق الستين، بعضهم مصابون بأمراض مناعية مثل التهاب الشرايين الخلوي العملاق، أن هذه الخلايا المسماة الخلايا التائية الشبيهة بالجذعية (TSL) مرتبطة بمناعة أقوى لدى أصاحبها.
فوائد ومخاطر
تمنح الخلايا التائية الشبيهة بالجذعية حيوية مناعية تشبه ما لدى الأشخاص الأصغر سنًا، إلا أن المناعة النشيطة بشكل مفرط قد تتحول إلى مشكلة وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مناعة ذاتية حين يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، كما أن بعض آليات ضبط المناعة لا تعمل بكفاءة لدى من يملكون هذه الخلايا بكثرة.
كشف مبكر وإدارة المخاطر
يعمل العلماء الآن على تطوير اختبارات تشخيصية لتحديد الأصحاء الذين لديهم نسب مرتفعة من هذه الخلايا، بهدف توقع خطر الإصابة بأمراض مناعية ذاتية وإتاحة إجراءات وقائية أو تدخل مبكر قبل ظهور الأعراض.
رغم أن هذه الاكتشافات قد تساهم في إطالة العمر، فهي ليست العامل الوحيد؛ تتوقع الجهات الصحية أن يصل متوسط العمر العالمي إلى أكثر من 78 عامًا بحلول 2050 نتيجة تحسينات الصحة العامة وعلاج الأمراض المزمنة، بينما تظل العوامل الحياتية مثل النشاط البدني المنتظم والتغذية المتوازنة والعلاقات الاجتماعية أساسًا للشيخوخة الصحية.
تبقى فكرة “شباب المناعة” مغرية لكنها سيف ذو حدين، إذ تحتاج إلى إدارة دقيقة حتى لا تتحول ميزة مناعية إلى سبب لمشكلات صحية جديدة.
