يعود علم إخفاء المعلومات إلى العصور القديمة، حيث كان الإغريق يكتبون رسائلهم على رؤوس العبيد بعد حلق شعرهم ثم ينتظرون نمو الشعر قبل إرسالهم، وتنقل العلم إلى العصور الحديثة عبر الحبر السري في الحرب العالمية الثانية، ومع تطور الاتصالات انتقل إلى عالم البيانات الرقمية.
كيف يعمل علم إخفاء البيانات
يعمل العلم على تضمين محتوى خفي داخل رسالة أو ملف ظاهر عادي بحيث لا يلاحظ وجود أي تواصل بين الطرفين، والهدف ليس تشفير المحتوى بحد ذاته بل إخفاء حقيقة وجود رسالة أصلاً، وتتنوع التقنيات وتزداد باستمرار.
تُستخدم وسائط رقمية متعددة لإخفاء المعلومات مثل الملفات النصية والصور بأنواعها والملفات الصوتية والفيديو، ويمكن أحياناً إخفاءها داخل أنظمة الحاسوب نفسها، وسيعتقد أي طرف ثالث أن الملف ملف عادي بينما يحتوي على معلومات مخفية.
تفرق الدكتورة عهد الجرف بين التشفير وإخفاء البيانات بأن التشفير يجعل رسالة ظاهرة لكن مقروءة فقط بعد كسر الشفرة، بينما إخفاء البيانات يجعل التواصل غير ظاهراً إطلاقاً فلا يعلم بوجوده إلا الطرفان المعنيان.
تعتبر التطبيقات القانونية لحقل إخفاء البيانات حماية لأمن المعلومات، أما الاستخدامات غير القانونية فتشمل تبادل معلومات بين مجموعات إرهابية، وإدخال صور إباحية للأطفال داخل ملفات بريئة، أو تضمين ملفات تزوير النقود داخل ملفات أخرى، وكلها جرائم في كثير من الدول.
تدخل دلائل إخفاء البيانات ضمن عمل التحقيق الجنائي الرقمي، حيث يبحث المحققون عن وجود برامج وتقنيات الإخفاء على أجهزة الحاسوب المقدمة كأدلة، ويُعد تخصص الحاسب الجنائي مستقلاً وله دور مهم بالتعاون مع فرق التحقيق الجنائية الأخرى، كما أن الجهات الحكومية يمكن أن تستفيد من خبرات المتخصصين بهذا المجال في أعمالها.
