تحاور مجلة «سعوديات» الفنان وصانع المحتوى عبدالمجيد الكناني لإبداء رأيه حول صورة المرأة في الدراما، مع الإشارة إلى أن المجتمع الآن أكثر وعيًا بالتعامل مع التنميطات السلبية، وأن أعمالًا مثل حلقات «لقيمات» قدّمت مادة نقدية دقيقة وقريبة من الجمهور والشباب.
س: كيف تجد حضور المرأة السعودية في الأعمال الدرامية، كتمثيل وأدوار؟ ج: أي قصور في جانب من جوانب الدراما هو انعكاس خلل في منظومة الإنتاج كاملة، من القصة والنص إلى الإخراج وباقي مراحل الإنتاج. كثير من الأعمال لا تقدّم قصة مكتملة الأركان بل تركّب مشاهد مليئة بقضايا العصر ظنًا بأنها تغطي الموضوع، فتصبح المرأة حاضرة بمعزل عن البنية السردية، أو تتحول إلى نمط ثابت أو إلى مبالغة تفقد العمل توازنه. على مستوى الموهبة هناك قصور ناتج عن عوامل اجتماعية وفنية، خاصة أن العمل المسرحي الذي يصقل المواهب حديث الظهور، وقلة المنصات التدريبية لها دور واضح.
س: ماذا تحتاج المرأة السعودية للدخول إلى الدراما ككاتبة أو ممثلة أو مخرجة؟ ج: تحتاج في المقام الأول موهبة، ثم مزيدًا من فرص التدريب والمنصات التي تصقل هذه المواهب. شهدنا مؤخرًا أسماء مميزة مثل هناء العمير مخرجة وإلهام علي ممثلة، ويجب تعزيز حضور المسرح لأنه مهم جدًا في صقل الأداء. كما أن كون المخرجة أو الكاتبة امرأة لا يعني أن إنتاجها يجب أن يقتصر على إبراز المرأة وتجاهل سائر التجارب الإنسانية.
س: لماذا تميل كثير من الأعمال لتصوير الجانب السلبي أو المثالي للمرأة فقط؟ وكيف يتجاوز المنتجون هذا الخلل؟ ج: المشكلة أن تناول المرأة في كثير من الأحيان يصبح مادة تسويقية مثيرة تُختار لجذب الانتباه دون الاهتمام بالقيمة الفنية. هذا التعامل الانتهازي يستخدم المرأة كسلعة ترويجية بدل أن يكون دورًا بنّاءً في العمل الدرامي، ما يؤدي إلى عزوف الجمهور عن دعم هذه الأعمال لأنها تفتقد التأثير والصدق.
س: بعد رصد أخطاء درامية عبر برامجك على اليوتيوب، هل لقيت تجاوبًا من المنتجين وهل واجهت مشكلات؟ ج: بعد سنوات من العمل في البرنامج أستطيع القول بتواضع أنني حرّكت الكثير من المياه الراكدة ودفعت نحو محاولة صناعة أعمال أفضل تخرج عن السائد. بالطبع كانت هناك ردود فعل مضادة قد تسبّب بعض المشكلات البسيطة، لكن تم تجاوزها سريعًا والحمد لله.
س: كيف ترى مستقبل الدراما السعودية وهل وجود منصات مثل نتفليكس مفيد؟ ج: أنا متفائل بالتجارب الجديدة الخارجة من عباءة الإنتاج الحكومي والإنتاج شبه الحكومي. المنصات المعتمدة على اشتراكات الجمهور تخلق فضاءً أكثر حرية في المنافسة بعيدًا عن سطوة المعلن ومدير القناة. آمل أن يتحرك السوق بشكل أفضل، والأفلام السينمائية قد تحفز السوق لأن شباك التذاكر يفتح مساحة أكبر للاختيار والمخاطرة.
س: هل تأخرنا في تمهين التمثيل مقارنة بدول مثل سوريا؟ وهل ما زال الاعتماد على العلاقات أكثر من الجدية المهنية؟ ج: المشكلة ليست فقط في التمهين بل في خلق سوق يوازي حجم بلادنا وتنوع جمهورنا. الصناعة الجيدة تتطلب سوقًا مفتوحًا، وهذا ما نسعى أن تسير عليه الحركة الفنية في السعودية، والحمد لله هناك خطوات في هذا الاتجاه.
س: يغيب الجانب النفسي والاجتماعي في الأعمال مما يبعد المشاهدين، ما نصيحتك للمنتجين؟ ج: لا أطرب كثيرًا للنصح، لكن الحقيقة أننا لا نجيد رواية قصصنا. القصة هي العصب والهيكل المتين، وهي المتعة الأولى قبل الإخراج وباقي العوامل الفنية. أنصح بالتركيز على السرد الجيد وعدم إغراق العمل بأفكار وقضايا بعيدة عن جوهر القصة.
س: لو مُنحت عصا سحرية لتغيير الدراما السعودية، ماذا ستغير؟ ج: سأعمل على إلغاء التعميد الحكومي المباشر وتفعيل دور المسرح، والأهم رفع سقف التعبير وتوسيع مساحة التحرك في تناول المواضيع دون الخوف المبالغ منه من فكرة الإساءة، لأن هذه البيئة الطاردة للإبداع تقيّد الفنان كما لو كان في حقل ألغام.
