حركتُ الكثير من المياه الراكدة ودفعتُ نحو محاولة صناعة أعمال أفضل تخرج عن المألوف.
حضور المرأة السعودية في الدراما
أرى أن أي قصور درامي يعكس خللاً في منظومة الإنتاج بأكملها، من القصة إلى الإخراج وباقي المراحل. كثيرًا ما يظهر دور المرأة في الأعمال كقضية معزولة عن الحبكة الأساسية، أو يُعرض بصورة نمطية أو مفرطة في المثالية، ما يفقد التوازن ويضع دور المرأة خارج الإطار الطبيعي للقصة.
الموهبة وما تحتاجه المرأة لدخول المجال
تحتاج المرأة أولًا إلى الموهبة ثم إلى مساحات للتدريب والصقل، خصوصًا عبر المسرح الذي يلعب دورًا كبيرًا في بناء الممثل والممثلة. ظهرت أسماء مميزة مؤخرًا كمخرجات وممثلات، لكن غياب المنصات التدريبية واستئناف المسرح بوصفه مدرسة فنية ما يزال عائقًا. ولابد أن نفهم أن وجود مخرجة أو كاتبة امرأة لا يعني بالضرورة أن كل أعمالها ستركز فقط على قضايا المرأة.
توظيف صورة المرأة في السوق الفني
أعتقد أن بعض المنتجين يتعمدون اختيار مواضيع مثيرة تتعلق بالمرأة لأغراض تسويقية فقط، وهذا انتهازي ولا يخدم العمل الفني. استخدام دور المرأة كأداة جذب بدلاً من بناء درامي متكامل يضع الجمهور في موقف اللامبالاة ويقلل من أثر العمل وتأثيره.
ردود الفعل على النقد والعمل عبر اليوتيوب
عرضت عبر برامجي أخطاء درامية بصدق ونقد بناء، وبعد سنوات أستطيع القول إنني ساهمت في تحريك المياه الراكدة نحو تحسين مستوى الأعمال. واجهت بعض الردود المضادة ومشكلات بسيطة لكنها تداركت سريعًا.
مستقبل الدراما السعودية والمنصات الجديدة
أنا متفائل بالتجارب الجديدة القادمة من خارج إطار الإنتاج الحكومي، وبخاصة الأعمال على منصات الاشتراك التي تمنح حرية أكبر من ضغوط المعلن ومدير القناة. الإنتاج السينمائي أيضًا يحفز السوق لأن شباك التذاكر يمنح المنتجين وفنانيهم فرصة مباشرة مع الجمهور.
المهنيّة وخلق سوق فني
المطلوب ليس فقط تمهين التمثيل بل خلق سوق يوازي حجم وتنوع مجتمعنا. الصناعة الجيدة تتطلب سوقًا مفتوحًا ومنافسة حقيقية، والسوق السعودي يسير نحو ذلك ببطء لكنه في طريقه.
أهمية الجانب النفسي والاجتماعي في الأعمال
لا أهوى كثرة النصائح، لكن الحقيقة أننا لا نجيد رواية قصصنا. القصة هي العصب؛ هي الأساس قبل الإخراج والعوامل الفنية الأخرى. على المنتجين والكتّاب التركيز على بناء قصة متماسكة تسمح للشخصيات بالتحول النفسي والاجتماعي بشكل طبيعي بدل حشو القصة بقضايا خارج جوهرها.
لو أتيح لك تغيير الدراما السعودية
لو وُهبت عصًا سحرية لكنت ألغيت التعميد الحكومي المباشر، وفعلت دور المسرح بشكل أوسع، ورفعت سقف التعبير وزدت مساحة التحرك في تناول الموضوعات دون الخوف المبالغ منه من فكرة الإساءة التي جعلت الفنان يتحرك كما لو في حقل ألغام؛ هذه بيئة طاردة للإبداع.
