شهد اليوم الثاني من فعاليات “ملتقى تعبير الأدبي”، المقام في مكتبة محمد بن راشد بتنظيم من هيئة دبي للثقافة والفنون خلال نوفمبر الجاري، جلسة حوارية مميزة بعنوان “التفاعل الخلاق: الأدب والمسرح بين النص والتجسيد”، أدارها وقدّمها الشاعر عيضة بن مسعود، وشارك فيها الكاتب والشاعر سعادة محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة.
افتتح الضنحاني الجلسة بسرد تاريخي حول نشأة المسرح، مستشهداً بالمسرح الإغريقي الذي ارتبط بالشعر عبر أعمال كبار شعرائه، مثل سوفوكليس ويوربيدس. وتطرق إلى المراحل التي مر بها المسرح والشعر، موضحاً تطورهما ضمن قالب درامي مشترك، قبل أن يناقش أسباب تراجع المسرح الشعري على المستوى العالمي نتيجة عوامل اجتماعية ومهنية.
المسرح.. منصة لإثراء النصوص الأدبية
ناقش الضنحاني خلال الجلسة غنى النص المسرحي، الذي يدمج الأدب مع فكرة أو موضوع معيّن، ليُترجم على خشبة المسرح برؤية المخرج وأداء الممثلين وإبداع العناصر التقنية. وأكد أن هذا التكامل هو ما يمنح النص قيمته الفنية الكاملة كتجربة شاملة يتفاعل معها الجمهور.
كما استعرض الضنحاني تجربته الشخصية في المسرح المحلي، مسلطاً الضوء على الأعمال التي قدّمها والتي ارتبطت بالشعر بشكل كبير. وبيّن أن الشعر يفرض حضوره في المسرح عندما تستدعيه الحالة الدرامية للنص، مشيراً إلى أن التكامل بين الشعر والمسرح يسهم في صياغة حالة فنية متكاملة.
إشادة بالمشهد الثقافي
وفي ختام الجلسة، عبّر الضنحاني عن تقديره لإدارة مكتبة محمد بن راشد، مشيداً بنشاطها الأدبي والثقافي الذي يعزز المشهد الإبداعي المحلي. وأكد أن مثل هذه الملتقيات تمثل منصة مثالية تجمع الأدباء والمثقفين والإعلاميين تحت سقف واحد، لطرح قضايا القطاع الثقافي والأدبي واستكشاف الفرص المستقبلية التي تُمهد للنهوض بمكوناته الحيوية.
كما وجّه شكره لهيئة دبي للثقافة والقائمين على ملتقى تعبير الأدبي، مشيراً إلى أهمية هذا الحدث في إلهام الشباب والمبدعين، ومتمنياً أن تسهم مخرجاته في تعزيز المشهد الثقافي الإماراتي وترسيخ مكانته على المستويين المحلي والعالمي.