كشفت وكالة الفضاء الهندية السبت 30 سبتمبر، أن المسبار الهندي الذي أطلق نحو النظام الشمسي لدراسة الشمس غادر مجال تأثير جاذبية الأرض.
حيث جرى إطلاق مهمة Aditya-L1 التي تعني «الشمس» باللغة الهندية، في 2 سبتمبر في رحلة تستغرق أربعة أشهر، وتحمل أدوات علمية لرصد الطبقات الخارجية للنظام الشمسي.
وأوضحت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء في بيان أن «المسبار خرج من مجال تأثير جاذبية الأرض».
حيث اجتاز المسبار الذي يحمل نفس اسم آلهة الشمس الهندوسية، مسافة 920 ألف كيلومتر منذ إقلاعه أي أكثر من نصف الطريق وصولاً إلى وجهته.
حيث تلغي قوى الجاذبية للأرض والشمس في هذه المرحلة، بعضها، مما يسمح للمسبار بالبقاء في مدار مستقر.
وتابعت المنظمة أن «هذه هي المرة الثانية على التوالي التي ترسل فيها المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء مركبة فضائية خارج مجال تأثير جاذبية الأرض، وكانت الأولى مهمة Mars Orbiter» في 2013-2014.
حيث أرسلت كل من اليابان والصين مهمات مراقبة الطاقة الشمسية الخاصة بهما، لكن في مدار الأرض.
بحيث إذا نجحت المهمة الجديدة للمنظمة الهندية فإن المسبار سيكون الأول الذي يتم وضعه في مدار حول الشمس من قبل دولة آسيوية.
وقد أطلقت الولايات المتحدة ووكالة الفضاء الأوروبية مركبات في المدار لدراسة الشمس، بدءاً من برنامج بايونير التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في الستينات.
وأفاد عالم الفيزياء الفلكية سوماك رايشودوري لقناة «أن دي تي في» عند إطلاق المهمة في بداية سبتمبر «هذه مهمة طموحة بالنسبة إلى الهند»، مشيراً إلى أن المركبة تعتزم دراسة انبعاثات الكتلة الإكليلية، وهي ظاهرة دورية تؤدي إلى تصريفات هائلة من البلازما والطاقة المغناطيسية المتأتية من الغلاف الجوي للشمس.
حيث أصبحت الهند في 23 أغسطس، أول دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة وهي شاندرايان-3، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف حتى الآن إلى حد كبير، والرابعة التي تنفذ هبوطاً متحكماً فيه على سطح القمر لتنضم بذلك إلى هذا النادي الضيق.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين قبل ذلك هي فقط الدول التي تمكنت من تنفيذ مثل هذه العملية بنجاح.
حي قامت مركبة براغيان وهي مركبة ذات ست عجلات تعمل بالطاقة الشمسية، بمهمة علمية إلى منطقة القطب الجنوبي للقمر قبل أن تتوقف عن العمل طوال مدة الليل القمري، أي حوالي أسبوعين.
وتنوي المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء تمديد مهمة الروبوت المتنقل الخاص بها عن طريق إعادة تنشيطه بمجرد عودة الضوء إلى سطح القمر، لكن هذه الآلة لم تتجاوب بعد.
وأفاد رئيس المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء إس. سوماناث الأربعاء 27 سبتمبر، «لا مشكلة في ألا تتجاوب الآلة، لأن المركبة قد فعلت ما كان متوقعاً منها».
وارتكز برنامج الفضاء الهندي على ميزانية منخفضة نسبياً رفعت عقب فشل محاولة أولى لوضع مسبار في المدار حول القمر عام 2008.
ويعتقد خبراء أن الهند قادرة على إبقاء تكاليف برنامجها الفضائي منخفضة من خلال نسخ التكنولوجيا القائمة وتعديلها كما يلزم، وبفضل طفرة المهندسين المهرة الذين ينالون رواتب منخفضة مقارنة بنظرائهم من الأجانب.
ومن المتوقع أن تطلق الهند مهمة مأهولة لثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة، وتعتزم خوض مهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار ثاني إلى القمر بحلول 2025، ومهمة إلى مدار الزهرة خلال العامين المقبلين.