سيشهد العالم في يوم 30 أغسطس 2023، واحدة من بين الظواهر الفلكية النادرة، التي تظهر كل سنين أو 3 سنوات أو أكثر، وهي القمر الأزرق العملاق، الذي يسمى كذلك البدر الأزرق.
ويُعرّف القمر الأزرق العملاق عادةً على أنه البدر الثالث في موسم يتكون من أربعة أقمار كاملة، على الرغم من أن المصطلح يستخدم أحياناً أيضاً للإشارة إلى البدر الثاني في الشهر الواحد، وهذا ما شهده الشهر الحالي، بعد ظهوره أول مرة بداية شهر أغسطس.
ووفق ما أشار إليه الفلكيون، فإن آخر مرة ظهر فيها القمر الأزرق العملاق كان سنة 2021، فيما يتوقع أن يظهر مرة أخرى بعد 9 سنوات، أي سنة 2032.
وستحدث ظاهرة القمر الأزرق العملاق أو البدر الأزرق، ليلة 30 أغسطس في الساعة ال 9:35 مساءاً بالتوقيت العالمي، وفقاً لما نشرته مجلة space الخاصة بالفلك، نقلاً عن المرصد البحري الأمريكي.
وسيصل إلى نقطة الحضيض أي أقرب نقطة، عند الساعة ال 11:55 صباحاً بالتوقيت العالمي، وفقاً لوكالة ناسا، وسيظهر أكبر بنسبة 7% تقريباً من المعتاد.
ولا تقتصر الظاهرة الفلكية على كونها ثاني اكتمال للقمر في الشهر نفسه لسنة 2023، وإنما سيكون القمر هذه المرة في أقرب نقطة من الأرض، ومن ثم سوف يبدو أكبر قليلاً وأكثر إشراقاً من المعتاد، كما أنه في اليوم نفسه سوف يقترب القمر من كوكب زحل كذلك.
وتسمية “القمر الأزرق العملاق” في الواقع ليست تسمية فلكية، ولكن يتم اعتمادها لتبسيط وصف الظاهرة للعامة.
وتدلّ هذه الظاهرة في الأساس على ظهور قمر ثاني في الشهر نفسه، وتسمى فلكياً القمر الأزرق التقويمي، ثم اكتمال قمر رابع في موسم واحد وتسمى فلكياً القمر الأزرق الموسمي.
ويعني بالموسم هنا، الفترة ما بين الانقلابات والاعتدالات، على سبيل المثال، يبدأ فصل الصيف في 21 يونيو وتسمى هذه الظاهرة الانقلاب الصيفي، فيما ينتهي في 23 سبتمبر، ويسمى الاعتدال الخريفي.
ويظهر البدر عندما يكون القمر على الجانب الآخر من الأرض من الشمس، وهو الوضع الذي يصل إليه كل 29.5 يوم تقريباً.
أما من الناحية الفنية فإن خط طولها السماوي يبعد عن الشمس في السماء 180 درجة، ويميل مدار القمر بنحو خمس درجات عن مستوى مدار الأرض، لذلك على الرغم من أن القمر يكون “خلف” الأرض، فإنه لا يكون في ظل الأرض في كل مرة يقوم فيها بدورة حول الكوكب، وعندما يمر عبر ظل الأرض، نرى خسوفاً للقمر، لكن هذا لن يحدث هذه المرة.
ولرؤية القمر الأزرق العملاق، يعتمد ذلك على توقيت المرحلة القمرية على المنطقة الزمنية التي يتواجد بها الشخص، وذلك لأن هذا الأمر يعتمد على موقع القمر بالنسبة للأرض بدلاً من موقع الشخص على الأرض.
وفي ذات الوقت، تشير ظاهرة القمر العملاق إلى الوقت الذي يتزامن فيه اكتمال القمر مع الحضيض، وهي النقطة في مدار القمر عندما يكون الأقرب إلى الأرض.
وعندها يبدو القمر أكبر قليلاً من المعتاد، وبالتالي أكثر سطوعاً وأكثر إضاءة، على الرغم من أنه لا يمكن ملاحظته عادةً للمراقب العادي، ويجب ملاحظته بمعدات خاصة أكثر احترافية.
وهذا يحدث لأن مدار القمر ليس دائرة مثالية الشكل، كما أن متوسط المسافة إلى القمر 384.400 كيلومتر، لكن هذه المرة سيكون القمر على بعد 357.181 كيلومتراً فقط.
سيشهد أقرب اقتراب بين القمر وزحل في الساعة 2:07 مساءً بالتوقيت العالمي، وسيظهر زحل فوق وعلى يمين القمر أثناء شروقه، ذلك لن يكون مرئياً من نصف الكرة الغربي.
وأكثر من يمكنهم مراقبة القمر الأزرق العملاق بوضوح هم الموجودين في وسط أوروبا، حيث سيكون زحل والقمر يتقاسمان نفس خط الطول السماوي.
وعند الساعة 9:43 مساء بالتوقيت المحلي في أوروبا، سيمر القمر على مسافة تزيد قليلاً على درجتين من كوكب زحل، وسيظهر القمر أسفل الكوكب مباشرةً.
بينما من مدينة إسطنبول في تركيا، فسيشرق القمر وزحل نحو الساعة 7:35 مساء، ثم سيحدث الاقتراب عند الساعة 10:43 مساء، إذ سيظهر القمر مباشرة تحت زحل أكثر منه في نيويورك.
وفي نصف الكرة الجنوبي، سيبدو الاقتران مختلفاً عن باقي دول العالم، إذ سيظهر زحل أسفل القمر، حيث سوف تبدو السماء كأنها “مقلوبة” من هناك.
