أصبحت مدينة بورتسودان الساحلية ملاذاً من الحرب المستعرة في غربي البلاد، لكن المنظومة الصحية على شفا الانهيار بسبب انقطاع الكهرباء وشح الإمدادات، ويزيد إضراب الأطباء الآن الوضع سوءاً.
وأكد أطباء وممرضون في المدينة المطلة على البحر الأحمر أنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ أربعة أشهر، إذ أتى القتال الدائر على ميزانية الحكومة.
وأشار عمر السعيد، وهو ممرض مضرب في مستشفى بورتسودان التعليمي، إلى أن «المرضى كثيرون والمعاناة شديدة والناس بقت تعاني واحنا برضو بنطالب باستحقاقنا».
الضغط على المستشفيات
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف فروا إلى بورتسودان، ما أدى إلى زيادة الضغط على المستشفيات ومراكز الإيواء المكتظة بالفعل في المدينة، بينما يتركز القتال في الخرطوم وغربي البلاد.
وحذر مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن الحرب تؤجج «أزمة إنسانية كارثية» في السودان ومن تزايد الإصابات بالعديد من الأمراض مثل الملاريا والحصبة وحمى الضنك.
نقص التمويل
وتعاني المستشفيات في السودان منذ فترة طويلة نقص التمويل، كما تكررت إضرابات الطواقم الطبية. وأدى الصراع إلى إصابة المنظومة الصحية بالشلل تقريبا إذ لحقت أضرار بالكثير من المستشفيات في مناطق القتال.
ويقول مسؤولو المستشفيات إن الأطباء في بورتسودان يعملون في ظل انقطاع التيار الكهربائي والرطوبة الشديدة ونقص الأدوية، بينما يرقد المرضى على أسرة متجاورة على الرغم من أن العديد منهم يعانون أمراض الجهاز التنفسي.
تقول آيات محمد، المشرفة على مركز أبناء الشمال الطبي، الذي يتعامل مع تدفق مرضى المستشفيات التي أضربت فرقها الطبية «نحن في أزمة ربنا يهون علينا ويسهلها إن شاء الله».