أعلنت كوريا الشمالية، الخميس، فشل محاولتها الثانية في غضون ثلاثة أشهر، لإطلاق قمر اصطناعي لأغراض التجسس، ووعدت بمحاولة جديدة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن الإدارة الوطنية لتطوير الفضاء في كوريا الشمالية «أجرت ثاني عملية إطلاق لقمر الاستطلاع (ماليغيونغ-1) بواسطة الصاروخ الحديث (تشوليما-1) في موقع سوهاي، لإطلاق الأقمار الاصطناعية في منطقة تشولسان في مقاطعة بيونغان الشمالية».
خطأ في نظام التشغيل الطارئ
وأضافت «رحلة الصاروخ في المرحلتين الأولى والثانية كانت طبيعية، لكن الإطلاق فشل، بسبب خطأ في نظام التشغيل الطارئ خلال المرحلة الثالثة».
وأشارت إلى أن «سبب الحادث ليس مشكلة رئيسية»، وستعمد بيونغ يانغ إلى عملية إطلاق ثالثة في أكتوبر/تشرين الأول بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية.
بيان
من جهتها، أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان، أنّها رصدت قرابة الساعة 3,50 (18,50 ت غ الأربعاء) إطلاق «ما تزعم كوريا الشمالية أنّه صاروخ فضائي».
ودان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى المحاولة الكورية الشمالية، قائلين إن بيونغ يانغ استخدمت خلالها تكنولوجيا صواريخ باليستية محظورة.
قبل ذلك، عقدت الحكومة الكورية الجنوبية اجتماعاً لمجلس الأمن القومي للتنديد بعملية الإطلاق، مشددة على أن كوريا الشمالية «تبدد مواردها القليلة في استفزازات غير منطقية، محملة موظفين ثانويين مسؤولية الوضع الاقتصادي الذي يدفع الشعب إلى المجاعة والموت».
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «تأكدنا من أن أي قمر لم يوضع في مدار الأرض خلال عملية الإطلاق هذه المرة، ونعتبر تالياً أنها فاشلة. لكن تصرفاً كهذا ينتهك قرارات الأمم المتحدة وقد احتججنا بقوة عليه».
وكان كيشيدا قال في وقت سابق إن الصاروخ مر بالمجال الجوي الياباني فوق أرخبيل أوكيناوا.
وأخطرت بيونغ يانغ خفر السواحل اليابانيين، الثلاثاء، بأنها تعتزم إطلاق قمر اصطناعي بين 24 و31 أغسطس/آب، ما دفع طوكيو إلى حشد سفن ووضع نظامها الصاروخي الدفاعي باك-3 في حالة تأهب تحسّباً لسقوط الصاروخ على أراضيها.
ووصفت سيؤول عملية الإطلاق بأنها «غير قانونية»، لأنها تنتهك العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة وتمنع كوريا الشمالية من القيام بتجارب باستخدام التكنولوجيا الباليستية الضرورية في عمليات الإطلاق الفضائية والصاروخية على حد سواء.
رد دولي
في بيان مشترك لمجموعة السبع، قالت بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إن خطوة كوريا الشمالية «تشكل تهديداً خطيراً للسلام والاستقرار الإقليميين والدوليين».
وأورد البيان «رغم الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي، تواصل كوريا الشمالية تكثيف أعمالها التصعيدية من خلال عدد قياسي من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية».
واعتبرت مجموعة السبع أن المحاولة تثبت «تصميم كوريا الشمالية على تطوير وتنويع قدراتها النووية والصاروخية الباليستية غير القانونية».
وأضافت الدول الأعضاء أن «التصرف المتهور لكوريا الشمالية يجب أن يقابل برد دولي سريع وموحد وقوي، خاصة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وجعل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من وضع قمر اصطناعي للتجسس في المدار أولوية قصوى، قائلاً، إن ذلك بمثابة توازن ضروري للوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة.
وأتت عملية الإطلاق بعدما عقد قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قمة في كامب ديفيد، تطرقت إلى التهديدات النووية الشمالية.