اقتربت حصيلة حرائق الغابات في هاواي، وهي الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، من مئة قتيل الاثنين، ما أثار انتقادات للسلطات، بسبب إدارتها للمأساة.
قتلى
أدت هذه الحرائق غير المسبوقة في شدتها وسرعة انتشارها إلى مقتل 96 شخصاً في هاواي، وتدمير نحو 2207 مبانٍ، وفقاً لحصيلة مؤقتة صدرت الأحد، مع جثث يصعب التعرف إلى هوية أصحابها.
وأقر قائد شرطة ماوي جون بيليتيه «لا أحد منا يعرف بعد حجم الكارثة».
وقال: إن الحريق الذي حول بلدة لاهاينا الساحلية إلى رماد «صهر حتى المعدن» داعياً أقارب المفقودين إلى الخضوع لاختبار الحمض النووي للمساعدة في التعرف إلى الضحايا.
والكلاب البوليسية التي تبحث عن مفقودين قد يتجاوز عددهم المئات، ما زال عليها مسح مساحة كبيرة.
وقال رئيس الشرطة: «نحن نتقدم بأسرع ما يمكن، لكن لأخذ العلم فإن الكلاب بحثت في 3 في المئة فقط من المساحة».
لا تزال ملابسات هذه الحرائق المروعة مجهولة، لقد أخذت السكان على حين غرة، وهذا ما يأخذه الكثير على السلطات.
وقالت فيلما ريد لوكالة فرانس برس «أتعلمون متى أدركنا أن هناك حريقاً؟ عندما وصل إلى الجانب المقابل لبيتنا».
مثل العديد من السكان، لم تتلق ريد أي تحذير أو أمر بالإخلاء؛ بسبب سلسلة من الأعطال.
وتابعت: بقيت صافرات الإنذار التي عادة ما يتم تفعيلها في حالات تسونامي، صامتة. هل يعود ذلك إلى خطأ فني أو لقرار المشغل؟ لا أحد يعلم.
أما التحذيرات التي بثتها السلطات عبر التلفزيون والإذاعة فكانت عديمة الجدوى بالنسبة للسكان المحرومين من التيار الكهربائي.
كما لم تتمكن الهواتف المحمولة من المساعدة؛ بسبب انعدام التغطية، وقال بعض السكان: إن التحذير الذي يتم إرساله عادة في حالة وجود خطر مناخي، لا يظهر على أجهزتهم.
وتم فتح تحقيق في طريقة تعامل السلطات مع الحرائق.
وأقرت عضو الكونغرس عن هاواي جيل توكودا بأن السلطات «أساءت تقدير خطورة وسرعة النيران».
وقالت مازي هيرونو، السيناتورة الديمقراطية عن الأرخبيل، على شبكة «سي إن إن» إنها لا تريد «إيجاد أعذار لهذه المأساة».
وقال جون بيليتيه: «لم يتوقعه أحد، هذا كل شيء».
وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية في جنوب غرب الجزيرة وشتاء جاف بشكل غير طبيعي.
تأتي حرائق ماوي في أعقاب ظواهر مناخية قاسية أخرى في أمريكا الشمالية هذا الصيف؛ حيث لا تزال حرائق الغابات مستعرة في أنحاء كندا فضلاً عن موجة حر شديد في جنوب غرب الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس جو بايدن الأحد أنه يعتزم التوجه إلى هاواي في ضوء فداحة الكارثة.
وأشارت الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث الطبيعية إلى تضرر أو تدمير نحو 2207 مبنى، معظمها سكني.
وتقدر كُلفة إعادة الإعمار بنحو 5.52 مليار دولار في لاهاينا وحدها.