أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء، أنه ينبغي على العالم أن «يستعد لموجات حر أكثر شدة»، في تحذير يتزامن مع موجة حر شديد يعانيها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحفيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «شدة هذه الأحداث ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لمزيد من موجات الحر الأكثر شدة».
وقال مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس: «إن أحوال الطقس المتطرفة، والتي تحدث بشكل متزايد في مناخنا الذي يشهد احتراراً، تؤثر بشكل كبير في صحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصادية والزراعية والطاقوية والموارد المائية».
الاحتباس الحراري
وأضاف: «هذا الأمر يسلّط الضوء على الضرورة الملحة بشكل متزايد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أسرع وقت وبأقصى قدر ممكن».
وبحسب الأرصاد الجوية الأوروبية كان شهر يونيو/حزيران الماضي، الأكثر حراً في العالم، ويبدو أن يوليو/تموز سائر على خطاه.
وفي الصين، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، في بيان، أن الحرارة سجلت الأحد، مستوى قياسياً لمنتصف شهر يوليو/تموز بلغت 52.2 درجة مئوية في قرية سانباو في منطقة شينجيانغ.
وكان المستوى القياسي السابق، سجل في مدينة توربان في يوليو/تموز 2017، عندما بلغت الحرارة 50.6 درجة مئوية، وفق البيان الذي ذكر أن درجات حرارة سطح الأرض وصلت إلى 80 درجة مئوية في أجزاء من توربان الأحد.
وتقع قرية سانباو في ضواحي مدينة توربان، حيث طلبت السلطات من العمّال والتلامذة ملازمة منازلهم، واستقدمت مركبات مخصصة لرشّ المياه على الطرق.
وفي قبرص، حيث يُتوقّع أن تبقى درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية حتى الخميس، توفي تسعيني نتيجة ضربة شمس، ونُقل ثلاثة مسنين إلى المستشفى.
وفي الشطر الشمالي للجزيرة الذي تحتله تركيا، واصل العامل أشيبي شيميكا البالغ 27 عاماً عمله خارجياً.
وقد يكون أشيبي، معتاداً على حدة أشعة الشمس، لكنه أقر بأن الحر شديد للغاية. أشعر كأن دماغي سيتوقف.
وتابع: «بعض أرباب العمل لا يتقيّدون بالقواعد، لكننا لا نشتكي خوفاً من خسارة عملنا».
تحذيرات من ضربة الشمس
وفي اليابان، أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 32 مقاطعة من مقاطعات البلاد ال47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وتلقى 60 شخصاً على الأقل علاجاً من ضربة الشمس في اليابان، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية، منهم 51 نُقلوا إلى مستشفيات في طوكيو.
وتوقعت الأرصاد الجوية اليابانية، تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية التي سُجّلت في مدينة كوماغايا في عام 2018.
وفي غربي الولايات المتحدة وجنوبها، وهي مناطق معتادة على درجات حرارة مرتفعة، صدرت تحذيرات لأكثر من 80 مليون شخص مع تعرّض هذه المناطق لموجة حر واسعة النطاق وشديدة الوطأة.
وسجّلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى 52 مئوية.
وسجّلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا، حرارة تخطّت 43 درجة مئوية لليوم ال17على التوالي، وسجّلت الأحد 45 درجة مئوية.
وفي أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقاً لخبراء، نبّهت السلطات الإيطالية بضرورة الاستعداد لأشد موجة حر في الصيف، وأيضاً واحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق.
وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا.
ويتوقع أن تسجّل روما حرارة تراوح بين 42 و43 مئوية الثلاثاء، لتحطم درجة الحرارة القياسية التي سُجّلت في أغسطس/آب 2007 وبلغت 40.5 مئوية.
وعلى الرغم من ذلك، بقي السياح يتدفّقون على المعالم الشهيرة على غرار الكولوسيوم والفاتيكان. وفي رومانيا، يُتوقّع أن تلامس الحرارة 39 درجة مئوية الاثنين.
وفي إسبانيا، أعلنت الأرصاد الجوية، الاثنين، أن البلد سيسجّل درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية بالنسبة إلى هذا الموسم، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز 44 درجة مئوية في مدينة قرطبة. وفي مقابل موجة الحر، شهدت أجزاء من آسيا هطول أمطار غزيرة.
وفي كوريا الجنوبية، تعهّد الرئيس الاثنين، بإحداث «تغيير جذري» على صعيد مقاربة البلاد للأحوال الجوية المتطرفة، بعدما قضى 40 شخصاً جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في فصل الأمطار الموسمية التي يُتوقع أن تستمر حتى الأربعاء.