كشفت دراسة بحثية أُجريت بالتعاون بين جامعة جازان، والبرنامج المشترك للطب الوقائي بعسير والتابع لهيئة التخصصات الصحية السعودية، وجود تأثير لاستخدام تطبيق المراسلة «WhatsApp» للمهام الوظيفية على الصحة النفسية، حيث اتضح أن 48.6% من الموظفين لديهم مستويات عالية من الاكتئاب.
تفاصيل الدراسة
قام فريق بحثي مكون من عدد من الاستشاريين المختصين بالطب الوقائي بتنفيذ بحث شمل 300 مشارك من المختصين في مجال الرعاية الصحية في عدد من المستشفيات بالمنطقة الجنوبية من المملكة وتم نشر البحث في دورية عالمية للأبحاث النفسية والعلاج السلوكي.
وأفادت نتائج الدراسة أن أكثر من 90% من المشاركين ذكروا أنهم أعضاء في مجموعات WhatsApp أنشئت لأغراض تتعلق بالعمل.
وأفاد ما يقرب من 70% من المشاركين أن استخدام WhatsApp في مجموعات العمل أدى إلى زيادة الضغوطات المتعلقة بالمهام الوظيفية
أشار الباحث الرئيس للدراسة، الدكتور ماجد رياني، طبيب مقيم في برنامج الطب الوقائي المشترك بعسير، إلى وجود مستويات عالية للتأثير السلبي لاستخدام WhatsApp على الصحة النفسية للمشاركين حيث اتضح أن 48.6 % من المشاركين لديهم مستويات عالية من الاكتئاب، و55.8% لديهم مستويات عالية من القلق، و63% أظهروا مستويات عالية من التوتر، وأن استخدام التطبيق لأغراض العمل يؤثر على العلاقات المهنية والاجتماعية.
أفاد استشاري الطب الوقائي بمستشفى القوات المسلحة بعسير، علي الشهراني، أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن يكون لطبيعة المهنة وخصائص مكان العمل والعوامل المرتبطة بالتطوير الوظيفي تأثير على الصحة النفسية للموظفين. لذلك، فإن تأمين بيئة عمل خالية من الضغوطات النفسية والتعرف على العوامل التي تزيد الضغوطات تعتبر من العناصر المهمة لتحقيق بيئة عمل آمنة للعاملين.
أوضحت الدكتورة رولا خميس، من كلية طب جامعة جازان، أن برنامج WhatsApp يُستخدم عادةً للتواصل الشخصي، مثل التواصل مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء لأغراض اجتماعية وترفيهية، ولذا فإن استخدامه لأغراض العمل يؤدي إلى تقاطع ضار بين الحياة الشخصية والاجتماعية والمهنية للموظفين. علاوة على ذلك، تؤدي بعض ميزات التطبيق إلى الإجهاد لدى العاملين في مجال العمل، نظرًا لقدرة مديري المجموعات على ملاحظة وقت قراءة رسالة مشتركة من قبل الموظفين في مجموعات WhatsApp ومراقبة الأداء الوظيفي خارج ساعات العمل أو أثناء الإجازات.
أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم قصادي من كلية طب جامعة جازان أن الاعتماد على WhatsApp للتواصل في أماكن العمل مثل استخدامه في المؤسسات الطبية، يقلل من كفاءة قنوات الاتصال الرسمية، مثل البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الرسمية التي تتيحها عدد من الجهات الرسمية عبر الإنترنت، أو الأنظمة الصحية الإلكترونية. ونظرًا لأن WhatsApp مصمم في المقام الأول لأغراض التواصل الاجتماعي، فقد يؤدي استخدامه في الأغراض الوظيفية إلى زيادة مخاطر تسريب المعلومات الحساسة المتعلقة بالعمل أو المعلومات الشخصية للمرضى.