قال الكاتب الإيراني الأمريكي والبروفيسور في جامعة جورجتاون، روب سبحاني، إن «الدوافع التي تحرك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هي مسألة ذات أهمية قصوى للسياسة الخارجية الأمريكية»، مضيفاً أنه إذا مدت واشنطن يد التعاون بشكل حقيقي ومبني على الاحترام إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الحيوي والبعيد النظر، «فلن يكون لها صديق أفضل من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المعروف على نطاق واسع باسم MBS، على المسرح العالمي».
وأضاف في مقال له نشر بصحيفة «واشنطن تايمز»، أن «الولايات المتحدة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى شركاء في مواجهة التحديات المختلفة، من روسيا والصين وإيران إلى الاستجابة بشكل ذكي وبنٌاء للأوبئة العابرة للحدود، والقيود على سلسلة التوريد العالمية، والظهور الأخير للذكاء الاصطناعي باعتباره الثورة الصناعية الرابعة».
وأشار إلى أن «فهم دوافع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان هو نقطة البداية لكيفية تعامل واشنطن مع زعيم سيلعب دوراً مهماً على المسرح العالمي لسنوات قادمة».
ولفت الكاتب الإيراني الأمريكي، إلى أن «صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يقود مجموعة غير مسبوقة ورائدة من الإصلاحات التي تؤدي إلى تحول في البلد الأكثر أهمية لأمن الطاقة العالمي. وكما صرح وزير الخارجية السابق مايك بومبيو عن حق، فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو شريك مهم للولايات المتحدة».
وبين أن أحد دوافع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو حبه للمملكة وشعبها واعتزازه بهما. وهذا يفسر سبب إصراره على دفع بلاده لتكون مركز قوة اقتصادية تبلغ قيمته تريليون دولار بحيث يمكنه ضمان الازدهار لمواطنيه. وهذا الإعجاب متبادل ويسري في كلا الاتجاهين. سواء تحدث المرء مع السعوديين في حي الخالدية القديم بالرياض أو مع سائقي أوبر السعوديين أو الفنانين السعوديين في مول “فيا رياض” الراقي، فإنهم لا يملكون سوى الثناء والحب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الرسالة واضحة: واشنطن تتعامل مع زعيم شعبي تمكن من تطوير علاقة عميقة مع أمته الفتية.
وكشف أن الدافع الثاني لولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو رغبته العميقة في ترك إرث لبلاده، مع نسبة 60% من السكان تحت سن الثلاثين، فإن لدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهمة هي إرساء الأسس للجيل القادم من السعوديين. وعلى سبيل المثال، فإن قراره الجريء بزراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء المملكة، يظهر فهمه للتقاطع بين غرس الأشجار ونتائج أفضل على الصعيد الصحي. يجب على واشنطن أن تمد يدها لمساعدة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جهوده لترك إرث لشعبه.
وأشار إلى أن العامل الثالث المحفز لولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو تحويل أمته إلى قوة للتغيير الإيجابي على المسرح العالمي. من معالجة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم إلى حل النزاعات، يريد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمملكة أن تلعب دورًا أكثر نشاطًا وإيجابية. هذا الدافع لمواجهة التحديات العالمية يوفر لواشنطن فرصة فريدة لمعالجة النزاعات في أماكن مثل أوكرانيا والسودان. في الواقع، يمكن للزعيم النشيط أن يصبح شريكًا حقيقيًا للولايات المتحدة في حل النزاعات العالمية.
وأوضح أن «الالتزام الثابت بتمكين النساء الموهوبات في المملكة هو دافع رئيسي آخر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان . إنه لأمر لا يصدق حقًا مقابلة هذا العدد الكبير من النساء السعوديات ضمن القوى العاملة، وجميعهن يلعبن دورًا مهمًا في مساعدة المملكة على أن تصبح اقتصاداً بقيمة تريليون دولار».
وأضاف البروفيسور في جامعة جورجتاون أنه لا يوجد من يمكن اعتباره رمزاً لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتمكين المرأة السعودية أفضل من صاحبة السمو الملكي السفيرة ريما، سفيرة المملكة إلى الولايات المتحدة والتي تلقت تعليمها فيها. هذه الدبلوماسية الذكية والحيوية والودودة ترمز إلى ما أسميه «النهضة السعودية الجديدة». يجب على صانعي السياسة الأمريكيين أن يتبنوا رغبة الأميرة ريما الحقيقية في إعادة توجيه العلاقات الأمريكية السعودية إلى نموذج جديد للتصدي المشترك للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وتمكين المرأة والفقر.
ولفت إلى أن الدافع الخامس لولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو الابتكار، وبشكل أكثر تحديدًا، الاستفادة من التكنولوجيا من أجل الصالح العام. هو يحب الإبداع، ويظهر هذا الحماس عندما يتحدث المرء مع العلماء السعوديين ورغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج صحية عالمية أفضل. يقول والتر إيزهاكسون، كاتب سيرة ألبرت أينشتاين، إنه يجب علينا ربط الذكاء الاصطناعي بالإنسانية، وهذا بالضبط ما يريد الأمير محمد بن سلمان فعله. في الواقع، فإن الذكاء الاصطناعي يمثل الثورة الصناعية الرابعة. لقد حان الوقت الآن لتبني هذا الدافع للابتكار، لأن الشراكة بين المملكة وأمريكا لتقديم ذكاء اصطناعي مسؤول وأخلاقي لصالح البشرية هي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.
وأشار إلى أن لدى الولايات المتحدة فرصتين فوريتان لفتح فصل جديد في العلاقات الأمريكية السعودية بناءً على الدوافع الإيجابية لولي عهدها صاحب الرؤية. الأولى هي زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكين هذا الأسبوع إلى الرياض. يمكن لـ«بلينكن»، عبر إظهار الاحترام الحقيقي لدوافع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرفع أمته كقوة للصالح العالمي، أن يعزز الأمن القومي الأمريكي. والفرصة الثانية هي أن يدعو رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ولي العهد لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس وإعطاء هذا القائد الشاب لواحدة من أهم دول العالم الفرصة لمشاركة رؤيته مع الشعب الأمريكي.
وأكد أن لدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دوافع إيجابية لخلق «نهضة سعودية جديدة»، وعبر إظهار الحماس الحقيقي لدوافعه، لن تجد الولايات المتحدة شريكا أفضل من الأمير محمد بن سلمان لمواجهة التحديات العالمية.