ما هو الوسواس القهري وأعراضه
يُعرّف الوسواس القهري بأنه اضطراب نفسي يتميز بوجود أفكار مزعجة وغير راغبة فيها أو صور قهرية تسبب قلقًا شديدًا، فيلجأ المصاب إلى أداء أفعال أو طقوس متكررة لتخفيف القلق بشكل مؤقت، لكنها تعود وتستهلك الوقت وتؤثر في الأداء والعلاقات الإنسانية.
تشمل الأعراض التلوث والعدوى بشكل مبالغ فيه، والشك المستمر والتأكد من أمور مثل قفل الباب أو إطفاء النار، ووجود أفكار محرجة أو عدوانية أو دينية لا تعكس أخلاق الشخص، والتماثل والترتيب الشديدين، والقلق من إيذاء الآخرين بالخطأ مع الإفراط في تحمل المسؤولية والذنب.
ومن الأعراض الشائعة الأخرى غسل اليدين وتعقيمهما بشكل متكرر، مراجعة متكررة للأقفال والكهرباء والرسائل، العد والترتيب والتكرار أو تصحيح الأشياء حتى تصبح مثالية، وطقوس ذهنية مثل الدعاء والمراجعة الذكرية للأحداث للحد من القلق.
وتُعد العوامل الوراثية والبيولوجية من بين الأسباب، إضافة إلى دوائر عصبية-كيميائية مرتبطة بتنظيم القلق واتخاذ القرار، وعوامل نفسية مثل الحساسية الشديدة للشك وعدم تحمل عدم اليقين، وزيادة المسؤولية والشعور بالذنب، إضافة إلى ضغوط حياتية قد تفجر أو تزيد الأعراض لكنها ليست السبب الوحيد.
كيف يؤثر الوسواس القهري في العمل وكيفية التعامل معه
يمكن أن يؤثر وجود وساوس وقهر في الزملاء أو المدير على بيئة العمل وأداء المهام، لذلك ينبغي اتباع أساليب عملية تدعم المصاب وتقلل من أثر الطقوس على العمل.
تُعد القاعدة الذهبية أساسًا في التعامل، فالمقصود ليس إقناع الشخص بأن مخاوفه غير منطقية فحسب بل مساعدته على تقليل الطقوس تدريجيًا وزيادة المرونة، إذ تمنح الطقوس راحة لحظية لكنها تثبت الوسواس في المدى الطويل.
يجب وضع اتفاق واضح على المهام والمعايير، مثل تعريف الإنجاز بمراجعة نهائية واحدة بدل عشرات المراجعات، واستخدام قوائم تحقق مختصرة ومحددة تمنع التشتت وتوضح المتوقع إنجازه.
استخدم لغة هادئة في التواصل وتجنب المشاركة في الطقوس، وقل مثلاً إن الموضوع مجهد ونحتاج إلى اتباع خطوة واحدة متفق عليها حتى نتابع العمل سويًا.
يقلل الاعتماد على الطمأنة المتكررة في بيئة العمل؛ إذا طرح الشخص سؤالاً نفسه أكثر من مرة، أجب مرة واحدة ثم أشر إلى الإجابة على الورقة أو الخطة المعتمدة وكررها ثم استمر في العمل وفق الخطة.
تخصيص وقت محدد للأسئلة بدل المقاطعات المستمرة، مثل تخصيص عشرة دقائق يوميًا لمراجعة الأمور مع تقليل استنزاف الوقت والقلق.
علامات تدل على ضرورة التدخل المتخصص
هناك علامات تدفع إلى استشارة مختص مثل ضياع أكثر من ساعة يوميًا في الوساوس والطقوس وتأثير ذلك على الأداء، وظهور اكتئاب شديد أو أفكار انتحارية أو نوبات هلع، كما إذا أصبحت الطقوس تمنع حضور العمل أو تفقده، أو ظهر ضعف في القدرة على مناقشة الأفكار وتقييمها بعقلانية.
في هذه الحالات يكون العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي مع التعرض ومنع الاستجابة كخيار أولي، وهو يهدف إلى كسر دائرة القلق وتقليل ممارسات الطقوس، وقد يفوق في بعض الحالات استخدام الأدوية مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، التي ترفع السيروتونين في المخ وتساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق والوساوس.



