تعريف الوسواس القهري
يظهر الوسواس القهري كاضطراب نفسي يتميز بأفكار وصور قهرية تثير قلقًا شديدًا، فيلجأ الشخص إلى أفعال أو طقوس متكررة لتخفيف القلق بشكل مؤقت لكنها تعيد الدورة وتستهلك وقتًا وتؤثر على الأداء والعلاقات.
أعراضه الأساسية
تشمل الأعراض المحاور التالية: التلوث والعدوى بشكل مفرط، الشك والتأكد المستمر مثل سؤال نفسه “قفلت الباب؟ طفيت النار؟”، التفكير المحرم أو العدواني والديني، الحاجة إلى التماثل والترتيب والشعور بالاكتفاء عند وجود تنظيم صارم، والقلق من إيذاء الآخرين بالخطأ بافراط في الشعور بالمسؤولية.
تتضمن الأعراض الشائعة الأخرى غسل اليدين المتكرر، ومراجعة الأقفال والكهرباء والرسائل بشكل متكرر، والعد والترتيب والتكرار أو تصحيح الأشياء حتى تصبح تمامًا، وطقوس ذهنية مثل الدعاء ومراجعة الأحداث لتخفيف القلق.
أسباب الوسواس القهري
يُظهر البحث أن الاستعداد الوراثي والبيولوجي يلعب دورًا، وتوجد دوائر عصبية-كيميائية مرتبطة بتنظيم القلق واتخاذ القرار، وتؤثر عوامل نفسية كالحساسية الزائدة للشك وعدم تحمل عدم اليقين والمبالغة في المسؤولية والذنب، إضافةً إلى ضغوط حياتية قد تفجر أو تزيد الأعراض لكنها ليست السبب الوحيد.
علامات خطورة وتدخل متخصص
اتضح أن وجود أعراض تستهلك أكثر من ساعة يوميًا في الوساوس والطقوس يدل على شدة الوضع وقد يحتاج إلى علاج متخصص، كما أن وجود اكتئاب شديد أو أفكار انتحارية أو نوبات هلع قد يغير الصورة ويستلزم التدخل السريع، كما أن تداخل الطقوس مع الحضور الشغلي أو فقدانه يستدعي مراجعة مختص، وكذلك وجود ضعف في القدرة على التمييز بين الأفكار والواقع يعتبر علامة تحتاج تقييمًا دقيقًا.
طرق العلاج
يعتمد العلاج عادة على العلاج المعرفي السلوكي مع التعرض ومنع الاستجابة كخيار أولي، ويهدف إلى كسر دائرة القلق وتقليل ممارسات القهرية وتخفيف الاعتماد على الطقوس.
تُعزز الاستجابة للعلاج أحيانًا بمضادات الاكتئاب من فئة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، وتساعد على رفع مستوى السيروتونين في المخ وتخفيف القلق والوساوس.
التعامل مع مريض الوسواس القهري في مكان العمل
احرص على تطبيق القاعدة الذهبية بفهم القاعدة دون محاولة إقناع الشخص بأن خوفه غير منطقي، وإنما بمساعدة تقليل الطقوس تدريجيًا وزيادة المرونة، لأن الطقوس تمنح راحة آنية لكنها تعزز المرض على المدى الطويل.
حدد تعريف الإنجاز بوضوح وارتكز إلى مهام محدودة مثل مراجعة نهائية واحدة بدل من تكرار التحقق، واستخدم قوائم تحقق مختصرة ومحددة.
استخدم لغة مطمئنة غير مشاركة في الطقوس، وتحدث بعبارات مثل “أرى أن الموضوع مرهق، فلنأخذ خطوة واحدة متفقين عليها.”
قلل من الطمأنة المتكررة في العمل، فإذا سأل السؤال نفسه أكثر من مرة أجب مرة واحدة وكرر الإجابة التي ذكرتها سابقًا ثم قل لنكمل الشغل حسب الخطة.
خصص وقتًا محددًا للأسئلة بدلًا من المقاطعات المستمرة، مثل 10 دقائق يوميًا لمراجعة الأمور.
متى نستطيع التدخل المتخصص
اعلم أن الوضع يحتاج تدخلًا متخصصًا إذا ضاع من وقت الشخص أكثر من ساعة يوميًا في الوساوس والطقوس وأثر ذلك بوضوح على الأداء، وإذا ظهر اكتئاب شديد أو أفكار انتحارية أو نوبات هلع، وإذا أصبحت الطقوس تعيق الحضور أو العمل أو العلاقات، وإذا ظهر ضعف في القدرة على تقييم الأفكار والنقاش معها.
ملخص العلاج النفسي
يشير الاختصاصيون إلى أن العلاج المعرفي السلوكي مع التعرض ومنع الاستجابة هو الخيار الأساسي، ويستهدف كسر دائرة القلق وتخفيف الطقوس، وتُظهر التجارب أن الاستجابة لهذا العلاج قد تكون أعلى من بعض الخيارات الدوائية، كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب تعرف دورًا في رفع المزاج وتقليل القلق والوساوس.
