يتجدد الجدل حول بابا نويل مع احتفالات الكريسماس، إذ يُطرح السؤال حول أصله بين الحقيقة والأسطورة.
الأصل الحقيقي لبابا نويل
تشير المصادر التاريخية إلى أن بابا نويل مستوحى من القديس نيقولاوس، أسقف عاش في القرن الرابع الميلادي بمدينة ميرا. كان أسقفًا مسؤولًا عن إدارة ورعاية كنائس منطقة تُسمّى إيبارشية، وهو معروف بأعماله الخيرية، خصوصًا مساعدة الفقراء والأطفال سرًا، ما جعله محبوبًا. من أشهر القصص المرتبطة به أنه كان يوزّع الذهب ليُساعد الفتيات الفقيرات على الزواج، وهذه القصة أسست فكرة توزيع الهدايا.
كيف تحولت الحقيقة إلى أسطورة؟
مع مرور الزمن، انتقلت حكاية القديس نيقولاوس إلى أوروبا وتغير الاسم من نيقولاوس إلى سانتا كلوز في الثقافة الهولندية، ثم إلى بابا نويل في العالم العربي. ومع مطلع القرن التاسع عشر، ظهرت ملامح الشخصية الخيالية مع قصائد ورسومات تصوّر رجلاً بديناً، بشوشاً، يرتدي ملابس حمراء. وأسهمت الإعلانات التجارية خلال القرن العشرين في ترسيخ هذه الصورة حتى أصبحت رمزاً للكريسماس.
من أين جاءت ملابس بابا نويل الحمراء؟
يُعتقد أن اللون الأحمر كان رمزًا دينيًا يلِبِسه الأساقفة قديمًا، ومنهم القديس نيقولاوس نفسه؛ ثم ساعدت الحملات الإعلانية العالمية في تثبيت هذه الصورة لتصبح أيقونة مرتبطة بالكريسماس.
هل بابا نويل مجرد خيال؟
على مستوى الواقع، يمثل بابا نويل في صورته الراهنة أسطورة قائمة على شخصية تاريخية تركت أثرًا إنسانيًا عميقًا. لم تُخلق الأسطورة من فراغ، بل هي تطور طبيعي لقصة رجل قدم الخير بلا انتظار مقابل.
بابا نويل في العصر الحديث
يعيش بابا نويل اليوم كرمز للبهجة والتسامح، ظاهر في الساحات والمولات والإعلانات وأفلام الأطفال، فيلعب دورًا نفسيًا في نشر الفرح وتخفيف الضغوط، وهو حاضر للجميع دون تمييز ديني أو قومي.
رأي علم النفس في شخصية بابا نويل
يرى خبراء النفس أن الإيمان المؤقت ببابا نويل يعزز خيال الأطفال، يخلق ذكريات سعيدة مرتبطة بالأسرة، ويمنح إحساسًا بالأمان والدهشة.



